رغم الحلول والمشاريع السكنية المنتهجة البرارك فطريات تشوه منظر أرقى المقاطعات ...و قاطنوها برتبة المعذبون في الأرض في ظل الانتشار الواسع والكبير للمشاريع السكنية في الجزائر نلاحظ الاستمرار الرهيب للسكنات الهشة أو ما يسمى بالبيوت القصديرية بشكل موازي مما يجعل الأمر مريب ويتطلب دراسة شاملة وإعادة النظر في هذا الوضع السائد والذي تولد عنه استياء كبير للقاطنين بها ومشاكل بالجملة كانت آخرها تفحّم طفل في الرابعة من العمر بحي فوضوي ببئر خادم بحيث تحولت تلك الأحياء القصديرية الى وكر لمختلف الآفات الاجتماعية ومرتعا للجريمة فما هو سبب تواصل ظاهرة البرارك بمحاذاة ارقى الأحياء والمقاطعات رغم الحلول والسياسات المنتهجة للقضاء عليها على اعتبار أنها تشوه عاصمة البلاد؟!. بن فركاني محمد أمين تشهد بعض مناطق ومدن الجزائر العاصمة التي تضم عددا هائلا من السكان تصاعدا صارخا للأحياء القصديرية على مستوى بلدياتها خاصة الساحلية منها وذلك بسبب النزوح الريفي في التسعينيات والغزو الرهيب عبر هذه المدن اثر على الطابع العمراني لها والبيئي والاجتماعي و بالرغم من أن الدولة الجزائرية وبكل ما تملك من مؤهلات وإمكانيات وإقدامها بشكل جيد وواضح على تطبيق سياسة القضاء على البناءات الفوضوية أو بما يسمى مشروع القرن أول عاصمة افريقية خالية من البيوت القصديرية إلا أنه في الواجهة المعاكسة نجد أن البعض يتذوقون الأمرين في برارك لا تصلح لللعيش البشري وتفتقر لأبسط شروط الحياة والنظافة ونجدهم للحصول على حصة من السكنات الاجتماعية لكن ليت الحلم يتحقق. الانتهازيون يفوّتون الفرصة هناك من المواطنين من استغلوا الوضع بغية الحصول على اكبر قدر من السكنات على حساب الآخرين وذلك بمساعدة اشخاص بحصولهم على إقامات في غير بلدياتهم القاطنين فيها ووضع شهود مزوّرين إضافة الى سكنهم بالبيت القصديري لمدة تصل الى 15 يوما في بعض الأحيان وذلك بعد الإعلان المسبق للسلطات البلدية عن قرب عملية ترحيل لسكان حي معين قصد استفادتهم من سكن على غرار ظهور نوع من التجارة المنظمة التي يقوم بها بعض الأشخاص بالبيوت الفوضوية والقيام ببيعها للعائلات الفارة من مشكلة كراء البيوت وانعدام السكن القار ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة في هذا الشأن فإن التقاعس والتباطؤ من طرف بعض المسؤولين ساهم بشكل كبير في الانتشار الحاد لهذه الظاهرة بشكل جنوني وفي وقت وجيز مما يدعو الى دق ناقوس الخطر لأنه حسب تجارب سابقة مدة أسبوع أو شهر تعتبر مدة كافية لبناء مجمع قصديري. وتمتد هذه الظاهرة حتى على مستوى الشواطئ مثلما هو الوضع في مدينة زرالدة حيث تمتد على أطراف المدينة البيوت الفوضوية منها ما شيد على الشواطئ ومنها على حواف الوديان والغابات ومنها ما بني على أرض ملك للدولة مع العلم أن هذه البلدية لم تستفد من أي عمليات ترحيل ما عدا ما قامت به منذ خمس سنوات وذلك بترحيل سكان ثلاث أحياء قصديرية وهي حي الشاطئ الازرق وحي ما يسمى بباب الواد وحي البلاطو لحاجتها لأرضية تلك الأحياء والتي استغلت في مشاريع أخرى. أوضاع كارثية وظروف مزرية في نفس السياق عبر سكان حي فوضوي آخر بنفس المدينة عن الظروف القاسية التي يعيشونها كما حدثتنا احدى قاطنات هذا الحي السيدة (ج ف) وهي مطلقة وأم لبنتين وولد لجأت الى بناء كوخ بعدما تم طردها من بيت مملوك للدولة أقامت به سنين عديدة نتيجة عدم دفعها للإيجار لمدة تزيد عن العشرين سنة ووصفت الوضع بالغير مطمئن والغير آمن نهائيا لما يشهده سكان الحي من اعتداءات من طرف شباب مدمنين على المخدرات حيث اعتادوا الارتياد اليه ليلا مما جعله بؤرة للمخدرات و الآفات الاجتماعية والانحلال الخلقي وسردت علينا حكاية امرأة تعرضت للضرب بالسلاح الأبيض من نوع (سيف 60سم) على مستوى البطن وهي حامل في شهرها السابع كاد أن يودي بحياتها وحياة ابنها لولا تفطن الجيران الذين قاموا بإنقاذها وواصل القول بأن هذا الحي لا يتوفر على ادنى شروط النظافة والحماية بحيث تنعدم قنوات الصرف الصحي مما أدى الى انتشار الروائح الكريهة مما انجر عنه امراض جلدية وتنفسية للسكان فالوضع غير محتمل نهائيا في ظل صمت السلطات وبسبب انتشار المنحرفين فهم يعيشون في حالة رعب وذعر على حد قولها وتابعت القول بأنهم قد تم إحصاؤهم في قوائم للاستفادة من البرنامج السكني الخاص ببلديتهم وطلب منهم وضع ملف قصد حصولهم على سكن لائق إلا أنهم لم يلمسوا أي شيء لغاية الآن بخصوص الوعود المقدمة لهم لتسوية وضعيتهم وختمت كلامها بأنهم مواطنين جزائرين لهم الحق في السكن مثلهم مثل الذين استفادوا من سكنات وطالبت بالنظر لغبنهم في تلك السكنات الشيء الذي يلزم الدولة أن تضمن لهم حقهم في السكن والعيش الكريم. .