في ظل الغموض وعزوف البعض مساعي لغرس ثقافة التبرع وتطوير زراعة الأعضاء في الجزائر أكد المدير العام للوكالة الوطنية لنقل وزرع الأعضاء والخلايا والأنسجة السيد محمد بورحلة اول امس بالجزائر العاصمة عن وضع كل الوسائل التقنية وتهيئة الظروف الاجتماعية لإطلاق عملية نقل الأعضاء من الجثث وزرعها للمرضى الذين هم في حاجة إليها خلال سنة 2018. وأوضح السيد بورحلة على هامش اللقاء الثاني حول تقييم عملية زرع الأعضاء بالجزائر أن الوكالة تعمل بالتنسيق مع الوكالة الفرنسية لنقل وزرع الأعضاء على وضع الوسائل التقنية اللازمة واختيار الرسائل التي يمكن بواسطتها إقناع المجتمع على موافقة نزع الأعضاء من الموتى لإطلاق هذه العملية خلال سنة 2018 مع مواصلة تطوير عمليات التبرع التي غالبا ما تقتصر على الأقارب . وأشار بالمناسبة أن هذه الوكالة التي تم إنشاؤها في سنة 2012 تعمل منذ سنة 2015 على تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين في الميدان على تقييم هذه العملية دوريا تحت اشراف الوزارة الوصية مشيرا إلى الإستراتيجية ومخطط العمل الذي تم وضعه لضمان الإستمرارية في هذه الممارسة وتفادي المشاكل التي تلقتها الوكالة خلال السنوات الفارطة. وأكد المسؤول الطبي للوكالة الفرنسية لزرع الأعضاء السيد أليفي باستيان أن هذه الأخيرة ومن خلال الشراكة المبرمة مع الوكالة الجزائرية تعمل على مرافقة هذه الأخيرة على تطوير الأطر القانونية وتهيئة الظروف الإجتماعية لتطوير عملية نقل الأعضاء من المتبرعين وتسهيل نزعها من الجثث مشيرا إلى المجهودات التي قامت بها بلاده في سنة 2011 لإطلاق عملية نزع الأعضاء من الموتى بعد أن كانت منعدمة تماما قبلها. فبخصوص نزع الأعضاء من المتبرع شدد الخبير الفرنسي على ضرورة انتقاء الأشخاص الذين بإمكانهم التبرع واقناعهم بأن عملية التبرع لا تعرض صحتهم إلى أي خطر بشرط ضمان متابعة جيدة ومستمرة لهم. وأشارت مديرة المركز الوطني لنزع وزرع الأعضاء التونسية الأستاذة رفيقة بادي من جهتها إلى التجربة بلادها التي انطلقت منذ 30 سنة مؤكدة على ضرورة تطوير عملية التبرع والإنطلاق في نزعها من الجثث والتي اعتبرتها لا غنى عنها بالبلدان المغاربية لتفادي المتاجرة بالأعضاء . وأشارت من جهتها الدكتورة راضية كريبة من وزارة الصحة إلى التنظيم الذي وضعته الوزارة للمؤسسة التي تنشط في هذا المجال والرخصة التي يجب اقتناؤها من الوزارة والتي تلزمها بتقديم النشاط السنوي المبرمج إلى الوزارة المعنية مع إرسال نسخة منه إلى الوكالة. وتطرق مختلف المتدخلين من المؤسسات الإستشفائية الجامعية التي تقوم بعملية الزرع وعددها 14 مؤسسة خلال هذا اللقاء إلى تقييم العملية التي بلغت على المستوى الوطني 224 عملية زرع للكلى و9 عمليات للكبد مشيرين إلى بعض النقائص والعراقيل التي لازالت تقف في وجه هذه العملية لدى بعض المؤسسات في مقدمتها العجز المسجل في السلك شبه الطبي وغياب مصالح موجهة لهذه العملية وعدم تهيئة واستجابة البعض الآخر إلى المقاييس اللازمة. وبخصوص عملية نزع الأعضاء من الجثث يرى بعض الخبراء أنه لو تتوصل الجزائر إلى نزع على الأقل نسبة 10 بالمائة من 4000 شخص ضحايا حوادث المرور سنويا يمكن الإستجابة للطلبات المتزايدة في مجال زرع الأعضاء والقضاء تدريجيا على قائمة الإنتظار.