افتتح الاحتلال كنيسا جديدا في رواق داخل الأنفاق المحاذية للمسجد الأقصى المبارك وتحديدا قبالة قبة الصخرة التي يزعم اليهود أنها أقيمت مكان هيكلهم المزعوم. ويأتي افتتاح الكنيس بعد أعمال حفريات وتدعيم للرواق استمرت نحو 12 عاما. وتفيد المصادر في القدس إلياس كرام بأن جماعات يهودية استغلت في السنوات الأخيرة زوايا مختلفة من هذه الأنفاق لإقامة كنس صغيرة وأماكن لأداء الصلوات اليهودية وأغلبها تتبع تيارات يهودية ترفض اقتحامات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى من منطلقات عقائدية. وكان افتتاح النفق الملاصق للحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي تم عام 1996 هو ما أدى في حينه إلى تفجر مواجهات عنيفة بين المقدسيين وقوات الاحتلال أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. ويتزامن افتتاح الكنيس مع إطلاق ما تسمى سلطة الآثار مخططا لحفريات واسعة ضمن مشروع أطلق عليه مخطط شاليم . تمويل رسمي ويعتبر هذا الكنيس الأول الذي تعلن حكومة الاحتلال رسميا تبنيه وتمويله وذلك من أصل أكثر من مئة كنيس ومدرسة تلمودية بالقدس القديمة التي تطوق وتحاصر المسجد الأقصى وتشرف عليها الجمعيات الاستيطانية. وتزامن افتتاح الكنيس مع طلب وزيرة الثقافة ميري ريغيف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رصد ميزانية بقيمة نحو سبعين مليون دولار لمواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى والتنقيب عن أساسات الهيكل المزعوم وتمويل الخطة الخاصة التي أعدتها ريغيف بالتعاون مع سلطة الآثار . وأنجزت الخطة التي يستغرق العمل بها خمس سنوات بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال وأول فصولها كان تدشين الكنيس كما تشمل أعمال حفريات للكشف عن أساسات حائط البراق وترميم بركة سلوان. ويرى باحث الآثار الفلسطيني عبد الرازق متاني أن سلطات الاحتلال وبتدشينها الكنيس ضمن مخطط إقامة مدينة يهودية تحت القدس القديمة وشبكة الأنفاق تحت الأقصى انتقلت من مرحلة الحفريات والتنقيب لمرحلة البناء الهوية التوراتية واليهودية تحت الأرض وتوظيفه لخدمة الرواية اليهودية وحقوقهم الدينية المزعومة. وحذر في حديثه من تداعيات وانعكاس تدشين الكنيس على الأقصى والمقدسات الإسلامية والعربية مبينا أن حكومة الإحتلال انتقلت علنا لدعم الجمعيات الاستيطانية وتمويل مشاريع تنقيب تحت ساحة البراق وساحات الحرم. ووفق فلسطينيين فإن دولة الاحتلال تستغل الظروف الإقليمية وقرار ترمب وتعلن عما كانت تقوم به لعقود من وراء الكواليس حيث وظفت الحركة الصهيونية المال والقوة والسلطة للحكومات الصهيونية المتعاقبة لتهويد الآثار وتزييف التاريخ والترويج للرواية التوراتية والتملودية وفرض واقع تهويدي بالقدس.