للحد من الجريمة في الأوساط الحضرية الحثّ على ضرورة تثمين العمل الجواري أجمع مشاركون في الطبعة الثالثة للملتقى الوطني حول الجريمة في المدينة الجزائرية: الواقع وأساليب المواجهة الذي إختتم مؤخرا بجامعة عبد الحميد مهري (قسنطينة 2) على ضرورة تثمين العمل الجواري من خلال لجان الأحياء للحد من ظاهرة الجريمة في الأوساط الحضرية بالجزائر . خ.نسيمة /ق.م صرح في هذا السياق الدكتور عبد العزيز بوودن رئيس اللجنة العلمية للملتقى أن لجان الأحياء تعد القلب النابض للمدن مما يجعل دورها محوريا في محاربة السلوكيات المنحرفة فور وقوعها داعيا إلى الرجوع إلى ثقافة الحرمة التي تغذي قيّم الاحترام والحياء على وجه الخصوص. واعتبر ذات المحاضر الذي قرأ جملة التوصيات التي انبثقت عن هذا الملتقى أن الحد من الفعل الإجرامي ليس من مسؤولية المؤسسة الأمنية بالدرجة الأولى بقدر ما هو مسؤولية تتقاسمها مؤسسات الضبط الرسمي وغير الرسمي مؤكدا على توعية الأسرة بضرورة رجوعها إلى دورها التربوي الطبيعي بعيدا عن أدوار الرعاية التي تلعبها حاليا و تضمين المناهج والمقررات الدراسية مقاربات اجتماعية تحارب الجريمة وتنشر الوعي بمخاطرها علاوة على تقوية الوازع الديني لدى الفرد الجزائري من خلال المساجد . كما أردف ذات الأكاديمي أمام جمع من الطلبة والأساتذة الجامعيين أنه يتعين على وسائل الإعلام الوطنية التحلي بالحس الوطني قبل المهني والالتزام بأخلاقيات المهنة في المعالجة الإعلامية للجريمة فيما يتوجب توجيه جهود مؤسسات المجتمع المدني نحو التحسيس المتواصل بخطورة الجريمة وأشكالها المستجدة والسعي لإيجاد حلول عملية لاحتوائها. ويرى الدكتور بوودن أنه من الضروري أيضا توجيه الجهود البحثية بمراكز البحوث الوطنية التابعة للجامعات ومؤسسات البحث إلى جانب تسليط الضوء على الأشكال الراهنة للجريمة وجملة العوامل التي تغذي الظاهرة الإجرامية بالمدن الجزائرية . كما أوصى المجتمعون في هذا الملتقى بضرورة إنشاء مرصد وطني يقوم بإعداد إحصائيات حول ظاهرة الجريمة تحدد نوع الجريمة وخصائص الفئات الاجتماعية التي تمارسها بغية الإحاطة بحجم هذه الظاهرة بشكل أفضل.
الخلية الأسرية الحصن الواقي من العنف تبقى الخلية الأسرية الحصن الواقي الأول من العنف في المدن حسب ما أعربت عنه الأستاذة ليليا بن صويلح من جامعة قالمة في مداخلتها وأوضحت ذات الجامعية المختصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية أن الأسرة تشكل مؤسسة التنشئة الأولى التي يتعين أن تخلق جوا هادئا يشجع على بروز علاقة جديدة بين أفرادها من أجل محاصرة وصد جميع أشكال العنف مشيرة إلى أنه يتم في كثير من الأحيان الاهتمام بضمان الاحتياجات المادية للأطفال على حساب الحوار والتبادل داخل الأسرة. وبعد أن دعت إلى اعتماد إستراتيجية وطنية علمية وأخلاقية مستلهمة من الواقع الميداني تنخرط فيها جميع الأطراف المعنية بدءا بالأولياء وأبنائهم إلى غاية المدرسة والأطباء النفسانيين والقانونيين رافعت السيدة بن صويلح أيضا من أجل تبني برنامج لإعادة الاعتبار للأسرة من خلال الحملات التحسيسية حول أهمية الحوار والتبادل داخل الأسرة و أيضا بين أفراد المجتمع من أجل مسؤولية حقيقية أمام جميع أشكال الجريمة. وتخللت أشغال الملتقى الوطني عديد المداخلات التي تمحورت على وجه الخصوص حول مكافحة الإدمان في الوسط المدرسي والمعالجة الإعلامية للجرائم وتأثيرها على انحراف الأحداث في المدن الجزائرية من طرف جامعيين و خبراء تمت دعوتهم لهذا اللقاء.