قصة كأس العالم ... أفراح وأحزان إعداد: كريم مادي الحلقة السادسة والخمسون الدورة السابعة عشر (كوريا الجنوبية - اليابان 2002) النجمة الخامسة للبرازيل... نتوقف في حلقة هذا العدد في المونديال السابع عشر 2002 الذي كان مسرحا له أراضي أصحاب العيون الضيقة اليابانوكوريا الجنوبية ومن خلاله سنتعرف كيف استعاد المنتخب البرازيلي تاجه العالمي امام المنتخب الالماني وفيه توج منتخب الصامبا بالنجمة الخامسة وبات متقدما عن المنتخب الايطالي والألماني بلقبين كاملين. حفل الافتتاح في سيول والنهائي في طوكيو المونديال يقام في بلدين مختلفين.. لأول مرة لاول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم تقرر اقامة المونديال في بلدين مختلفين في كوريا الجنوبيةواليابان كما انه لاول مرة يقام في القارة الاسيوية بعد ان ظل منحصرا بين القرتين الاوروبية والامريكية. تم الاتفاق بين الدولتين الكورية الجنوبية واليابان وهذا تحت معية رئيس الاتحاد الدولي للعبة السابق السويسري سيب بلاتير ان تقام مباراة حفل الافتتاح في ملعب عاصمة كوريا الجنوبيةسيول على ان تقام المباراة النهائية في العاصمة اليابانية طوكيو. 200 بلد و777 مباراة في التصفيات كانت منتخبات 200 بلدا مسجلة لخوض الدور التمهيدي في تصفيات كأس العالم 2002 لكن 193 منها فقط شاركت في التصفيات قدر عدد مباريات التي شهدتها الادوار التصفوية 777 مباراة. وهو رقم قياسي لم يسبق وان سجل في تاريخ الادوار التصفوية لكأس العالم منذ إنشائه عام 1930. وتم خلال التصفيات تسجيل أرقام قياسية جديدة مثل اكبر عدد من الأهداف المسجلة وأسرع ثلاثية في التاريخ في منتخبات الفئة أ . أكثر من 17 مليون متفرج ملئوا ملاعب مدرجات الملاعب وهو رقم قياسي جديد في حد ذاته. كما أن بعض المنتخبات الكبيرة وجدت صعوبة في الأدوار الأولى. المنطقة الإفريقية السنغال لأول مرة.. شهدت تصفيات المنطقة الإفريقية تأهل خمس منتخبات ويتعلق الأمر بكل من غانا والكاميرون ونيجيريا وتونس والسنغال وعكس المنتخبات الأربعة الأولى فتأهل السنغال كان الأول من نوعه وجاء تأهله على حساب المنتخبين الجزائري والمصري والايفواري حيث أوقعتهما القرعة في الدور التصفوي الأخير في مجموعة واحدة افتك من خلالها زملاء حاجي ضيوف صدارتها بامتياز. منطقة الكونكاكاف كوستاريكا دون عناء فاجأت كوستاريكا الجميع في منطقة الكونكاكاف بسيطرتها على التصفيات من البداية وحتى النهاية. منتخب الولاياتالمتحدة ضمن تأهله مبكرا مستفيدا من العديد من النتائج الإيجابية للمنتخبات الأخرى. أما المكسيك التي كانت مرشحة بقوة لضمان تأهلها فاضطرت للانتظار حتى المباراة الأخيرة لحجز مقعدها في المونديال. منطقة أمريكا الجنوبية البرازيل عانت الامرين في أمريكا الجنوبية سيطرت الأرجنتين المرشحة الأقوى على التصفيات وابتعدت كثيرا عن منافسيها. وعاد المركز الثاني لباراغواي أمام إكوادور الثالثة. أما البرازيل فعانت الأمرين على غير عادتها من أجل التأهل وحجزت بطاقتها بصعوبة بفضل مساعدة أوروغواي التي فاجأت الجميع بخسارتها أمام فنزويلا التي أنهت التصفيات في المركز الثامن أمام البيرو والشيلي صاحبة المركز الأخير. المنطقة الأسيوية الصين لاول مرة والسعودية للمرة الثالثة كانت آسيا مسرحا لمنافسة ضارية على البطاقتين المباشرتين واللتين كانتا من نصيب الصين والسعودية فأكدتا التوقعات التي رشحتهما لصدارة مجموعتها. في الصين اندلعت فرحة عارمة احتفالا بتأهل المنتخب الوطني للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم. ولم يتمكن المنتخب الإيراني من تكرار إنجازه عام 1997 بالتأهل إلى كأس العالم بعد الدور الفاصل على حساب أستراليا حيث سقط هذه المرة أمام جمهورية أيرلندا. المنطقة الإفريقية عودة المغرب في إفريقيا حجزت أربعة منتخبات كانت حاضرة في مونديال فرنسا 1998 بطاقتها إلى النهائيات وهي الكاميرون وتونس وجنوب إفريقيا ونيجيريا بعدما فرضت سيطرتها على التصفيات. البطاقة الخامسة الأخيرة كانت من نصيب منتخب أذهل العالم في التصفيات فالمنتخب السنغالي تفوق على منتخبات عريقة كمصر والمغرب في طريقه إلى تحقيق أكبر إنجاز في تاريخ كرة القدم السنغالية. المطقة الأوروبية هولندا خارج المونديال وتركيا بعد 48 سنة في أوروبا كانت المفاجأة الكبرى هي هولندا. فعلى الرغم من ضم تشكيلته لأفضل النجوم في العالم فإن المنتخب الهولندي أنهى التصفيات في المركز الثالث في مجموعته وفشل في التأهل إلى النهائيات. بولندا أحد أقوى المنتخبات العالمية مطلع السبعينات والتي كانت حاضرة في نهائيات كأس العالم بين 1974 و1986 أعلنت عودتها إلى النهائيات العالمية بفضل هدافها صاحب الأصل النيجيري إيمانويل أوليساديبي. أما ألمانيا التي كانت دائما صاحبة السيطرة في التصفيات فقد فاجأتها غريمتها التقليدية إنجلترا بقيادة مدربها سفين جوران إريكسون عندما سحقتها 5-1 في ميونيخ. في النهاية احتاجت ألمانيا إلى الفوز على أوكرانيا في الدور الفاصل لضمان تأهلها إلى النهائيات. في المقابل نجحت سلوفينيا مفاجأة بطولة كأس أوروبا 2000 في حجز بطاقتها إلى ثاني أكبر مسابقة في تاريخها في حين تأهلت بلجيكا إلى المونديال للمرة السادسة على التوالي وحجزت تركيا بطاقتها للمرة الأولى منذ 48 عاما. منطقة أوقيانوسيا لعنة مباريات السد تطارد أستراليا لم يتوج المنتخب الأسترالي موسمه الرائع بالتأهل إلى المونديال حيث سقط في الدور الفاصل أمام أوروجواي خامسة تصفيات أمريكا الجنوبية. ونجحت أوروغواي في العودة إلى المونديال بعد غياب دام 12 عاما. الانطلاقة... أسود السنغال تخلط الأوراق تحدّد الطابع الذي ستكون عليه البطولة منذ المباراة الافتتاحية في سيؤول وذلك عندما حقق الوافد الجديد منتخب السنغال انتصارا مفاجئا أمام حامل اللقب المنتخب الفرنسي بهدف نظيف حمل توقيع بوبا ديوب . لكن الفرنسيين لم يتعافوا طوال المرحلة الأولى من صدمة اللقاء الافتتاحي وأنهوا دور المجموعات في الصف الأخير دون إحراز أي هدف في المباريات الثلاث التي خاضوها. وبالمقابل لم تكن تلك المباراة سوى بداية المشوار بالنسبة لأسود السنغال إذ تمكنوا بعد ذلك من التأهل إلى المرحلة الثانية حيث هزموا المنتخب السويدي بفضل هدف ذهبي في الوقت الإضافي قبل أن يسقطوا في ربع النهائي أمام منتخب تركيا بهدف ذهبي أيضاً هزّ شباكهم هذه المرة. أما المنتخب الأمريكي فقد ألحق بدوره هزيمة غير متوقعة بمنتخب كانت تُعلّق عليه آمال عريضة للذهاب بعيدا في البطولة حيث تغلب على البرتغال بثلاثة أهداف مقابل اثنين. لكن البرتغاليين عادوا بقوة إلى الساحة عندما هزموا بولندا في المباراة الثانية لكنهم سرعان ما سقطوا مجدداً أمام المفاجئة الأخرى في المجموعة الرابعة والمتمثلة في منتخب جمهورية كوريا. وبذلك يكون المنتخب البرتغالي ثاني عملاق أوروبي يحزم حقائبه باكراً بعدما كانت منتخب فرنسا أول مودعي البطولة. الأرجنتين ونيجيريا خارج الدور الثاني شكل إقصاء الأرجنتين ونيجيريا من الدور الأول مفاجأة من العيار الثقيل. فقد استهل فريق التانغو بقيادة مارسيلو بيلسا منافسات المجموعة السادسة بفوز صعب بهدف وحيد على نظيره النيجيري لكنه خسر بالنتيجة ذاتها أمام خصمه اللدود الفريق الإنجليزي في مباراة جرت في مدينة سابورو اليابانية. وكانت تلك المباراة أكثر مباريات الدور الأول إثارة وحماسا حيث سجل قائد الفريق الإنجليزي ديفيد بيكهام الهدف الوحيد في اللقاء من نقطة الجزاء ليتمكن من طرد شبح الدورة السابقة عندما تلقى البطاقة الحمراء في اللقاء الذي جمع الفريقين في فرنسا عام 1998. وكان تعادل الأرجنتين مع السويد في مباراتها الثالثة والأخيرة كفيلاً بانضمام نجوم التانغو إلى قائمة المنتخبات الكبيرة التي عادت أدراجها. أصحاب الأرض يمضون قدما رغم أن الدور الثاني سار في نهج متوقع أكثر من سابقه إلا أن جمهورية كوريا التي استضافت البطولة مناصفة مع اليابان استمرت في تحدّي كل التوقعات. فقد فاجأ الشياطين الحمر تحت إدارة جوس هيدينك كل المتتبعين بإيقاع الهزيمة بالمنتخب الإيطالي في الدور ثمن النهائي بفضل الهدف الذهبي الذي حققه آهن جونغ هوان قبل أن يحالفهم الحظ في ضربات الترجيح مع أسبانيا في مباراة ربع النهائي. بحر الأعلام الحمراء كانت تلك المرة الأولى التي تستضيف فيها قارة آسيا بطولة كأس العالم. ولم تكن خسارة كوريا بهدف مقابل لا شيء أمام ألمانيا في مباراة النصف كفيلة بإخماد الحماسة الاستثنائية لأصحاب الأرض والذين طافت شوارع بلادهم ببحر من الأعلام الحمراء في كل مباراة كان منتخب الدولة المستضيفة طرفاً فيها. وفي اليابان كانت الجماهير منشغلة بالاحتفال هي الأخرى. فمع الدعم الصاخب الذي لاقاه الفريق الوطني من مشجعيه الحماسيين أنهت اليابان الدور الأول على رأس المجموعة الثامنة حيث تمكن المدرب فيليب تروسييه من قيادة المنتخب إلى إحراز أول انتصار له في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم وكان ذلك في مباراته أمام روسيا قبل أن يعود لإحراز الفوز أمام المنتخب التونسي. مسيرة اليابان توقفت في الدور الثاني توقفت مسيرة اليابان الحافلة في كأس العالم في دور الثمن أمام الفريق التركي الذي أظهر أداءاً ملفتا في أول مشاركة له في النهائيات منذ عام 1954. ولم يتأهل الأتراك إلى الدور الثاني إلا بفارق الأهداف متقدمين على كوستاريكا. وبعد هزم اليابان صعدت تركيا إلى الدور نصف النهائي بفضل الهدف الذهبي الذي حمل توقيع إلهان مانسيز في شباك السنغاليين قبل أن تسقط بهدف وحيد في مباراة متكافئة المستوى أمام البرازيل والتي كانت قد أزاحت إنجلترا في ربع النهائي. الألمان يشقون طريقهم بثبات إلى النهائي لم تكن ألمانيا في قائمة أبرز المرشحين قبل انطلاق البطولة كونها خسرت بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد أمام إنجلترا في التصفيات التأهيلية حيث احتاجت المانشافت إلى بطاقة الملحق الأوروبي لدخول البطولة. إلا أن انتصار الفريق في ثلاث مباريات متتالية بنتيجة هدف مقابل لا شيء في مباريات الدور الثاني ضَمِنَ وصول الماكينة الألمانية إلى المباراة النهائية. وتألق الألمان في مبارتي ربع النهائي ونصف النهائي أمام الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية على التوالي إذ يرجع الفضل في ذلك لكل من مايكل بالاك الذي سجل هدف الحسم في كلتا المبارتين والحارس أوليفر كان الذي كان بارعا في الحفاظ على نظافة شباكه. لكن البطاقة الصفراء التي رُفعت في وجه بالاك في مباراة النصف أمام كوريا حرمته من المشاركة في النهائي يوم الثلاثين من جوان في يوكوهامااليابانية. أوليفر كان منح الكأس لرونالدو كان أوليفر كان الفائز بجائزة الكرة الذهبية هو من منح رونالدو شرف افتتاح حصة التسجيل لمصلحة البرازيل في منتصف الشوط الثاني بعدما كان سجل الحارس الألماني خاليا من الأخطاء طوال مراحل البطولة. وعاد رونالدو لهز الشباك الألمانية بعد تمريرة مخادِعة من المتألق ريفالدو ليؤكد عودة البرازيل إلى منصة التتويج. وبالنسبة ل رونالدو فقد كان ذلك الفوز بمثابة تكفير عن أدائه الباهت في نهائي عام 1998 كما شكل مناسبة لرد الاعتبار لنفسه بعد الإصابة التي عانى منها لفترة طويلة عقب ذلك. بعد شهر من بزوغ نجوم بشكل مفاجئ وخروج فرق بشكل غير متوقع اختُتمت النهائيات في الشرق الأقصى بمشهد جد مألوف تمثل في اعتلاء أبطال السامبا منصة التتويج ليحملوا عالياً خامس لقب لهم في تاريخ البطولة. وبذلك يكون البرازيليون قد حافظوا على سجلهم الاستثنائي بالتربّع على عرش كرة القدم في جميع القارات التي استضافت البطولة حتى الآن. رونالدو أفضل هداف وسوكر أحسن لاعب حقق لقب الهداف لهذه البطولة البرازيلي رونالدو بعد تسجيله لثمانية أهداف محطما الرقم السابق المسجل باسم دافور سوكر وماريو كيمبس بستة أهداف لكل واحد فيما توج التركي شوكور بلقب احسن لاعب بعد توقيعه اسرع هدف في تاريخ نهائيات كأس العالم في الثانية ال19 امام كوريا الجنوبية. تركيا انتزعت المركز الثالث عاد المركز الثالث للمنتخب التركي بفوزه على كوريا الجنوبية بنتيجة ثلاثة لأهداف لهدفين. السعودية تهان تلقى المنتخب السعودي شر هزيمة في مونديال 2002 بخسارته امام المنتخب الالماني في الدور الأول بثمانية أهداف كاملة وهي واحدة من بين أثقل النتائج التي سجلت في نهائيات كأس العالم. رونالدو نجم النجوم كان رونالدو بمثابة البطل في أعين مدرب نجوم السامبا لويس فيليبي سكولاري حيث سجل الهدفين اللذين جلبا لفريقه النصر في مدينة يوكوهامااليابانية. وكانت حصيلة رونالدو في ختام البطولة ثمانية أهداف بالتمام والكمال وهو أفضل إنجاز في النهائيات منذ أن حقق الألماني غيرد مولر عشرة أهداف في البطولة التي استضافتها المكسيك عام 1970.