* الشيخ أبو اسماعيل خليفة أضم صوتي إلى صوت عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من وَيْلات المخدرات. فقد ضجّت بالشكوى البيوت واصطلى بنار المخدّرات من تعاطاها ومن عاشرها وأحالت حياة الكثيرين إلى جحيم لا يُطاق فوالدٌ يشكو وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأولادٌ تائهون في ضيعة كبرى ومن عوفي فليحمدِ الله. قال عنها المنظّرون: إنّ خطرَ المخدّرات وتأثيرها المدمّر أشدُّ فتكًا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابسَ وتدمِّر الحضارات وتقضي على القدرات وتعطّل الطاقات . فيا عافاكم الله: المخدّرات تفسد العقل وتقطع النسل وتورث الجنون وتجلب الوساوس والهموم وأمراضًا عقليّة وعضويّة ليس لها شفاء وتجعل صاحبَها حيوانًا هائجًا ليس له صاحب وتُرديه في أَسوَأ المهالك مع ما تورثه من قلّة الغيرة وزوال الحميّة حتى يصير متعاطيها ديّوثًا وممسوخًا. المخدرات تفسد العقل والمزاج. وما قيمة المرء إذا فسد عقله ومزاجه؟. يتعاطى المسكرات والمخدرات فيرتكب من الآثام والخطايا ما تضج منه الأرجاء وما يندم عليه حين يصحو ولات ساعة مندم.. قال الحسن البصري رحمه الله: لو كان العقل يشترى لتغالى الناس في ثمنه فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده!. و لا يخفى عليكم إنّ بلادنا وكثير من بلدان المسلمين تواجه هجومًا شرسًا من جهات مشبوهة بخطط وأهداف بعيدة المدى لتهريب المخدّرات وترويجها لتحطيم البلاد كلِّها اجتماعيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا وفي كلّ المجالات حتى أضحت حرب المخدّرات أحدَ أنواع الحروب المعاصرة الخطيرة والذي يقف في الميدان يدرك مدى ضراوةِ هذه الحرب. وإن هذا لنذير من النذر.. إن الحديث عن المخدرات حديث مؤلم ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمرَ إلا إيلامًا لذا فلا بدّ من الوعي بحقائق الأمور وإدراك حجمِ الخطر ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسّساته للحدّ من هذا الوباء وصدّه قبل استفحال الداء ولا تقلْ أن هذا لا يعنيني فقد تكون أنت أشد استهدافاً. فما من مشكلة يعاني منها المجتمع إلا ونحن جميعاً مسؤولون عنها أفراداً وجماعات ومنظمات وهيئات رسمية وهيئات غير رسمية المجتمع كل متداخل فلا بد من وعي ولا بد من حركة نحو الإصلاح فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. نسأل الله أن يعافينا في أنفسنا وفي ديننا وأهلينا وأن يقينا والمسلمين شرَّ هذه البلايا وأن يردَّ ضالَّ المسلمين إليه ردًّا جميلاً..