الشيخ: قسول جلول يظن الناس أن التعليم حتما سيؤدي الى وظيفة والحقيقة أن التعلم والتعليم لا علاقة له بالتوظيف أي تقرأ وتتعلم لذات العلم فهوالحياة لمن أراد سعادة وهو الغناء لمن أراد أموالا كما أن معايير التفاضل بين الناس ساهمت في العزوف عن العلم والتعلم وحلَّت الفوضى بمقاييس ومفاهيم مغلوطة فغالباً ما نحتاج إلى الاختيار في هذه الحياة أقصد المفاضلة بين الأمور والأشخاص طبقاً لمقاييس مفاضلة معينة نضعها كمعيار في هذه الحياة. الأمر أسهل هنا عندما يتعلق بالأشياء كالأجهزة الإلكترونية أو السيارات فالخسارة في كل الحالات لن تكون كبيرة بقدر إساءة اختيار الأشخاص.ونضفي عليهم قيمة أو ننزعها عنهم ونفضل بعضهم على بعض وأن اختياراً خاطئاً واحداً بمفاضلة خاطئة قد يقودنا إلى نتائج كارثية وتعطل معيار ومقايس المفاضلة بين الأشخاص. ذلك أن انتشار مقاييس تفاضل خاطئة بين الناس سيدفعنا نحو الهاوية سيجعل جميع خياراتنا خاطئة لأن المعيار كان مالاً ونسباً وجاهاً ولم يكن ديناً وأخلاق ومن ثم حلَّت الفوضى وبهذا لن نجد مخرجاً للكثير من مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلا بعد أن نُعيد معيار التفاضل بين الناس إلى قوله تعالى _إن أكرمكم عند الله أتقاكمس عندها فقط سيتبوأ كل ذي مقام مقامه الذي يليق به هذه المقاييس أخرت العلم والعلماء وأصبحوا مضربا للفشل وعدم النجاح في الحياة زهد الناس في طلب العلم بل الابتعاد عنه لذا رغب الله في طلب العلم بتساؤل منطقي عقلي هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى_ و َالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ _ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ إن القرآن استعمل التشبيه لتبين الحقائق العلمية والعملية والمحسوسة والمعقولة وجعله وسيلة لإثباتها وإقامة البرهان لها وبالتالي تكون أساليب التشبيه في القرآن خير شاهد على ما ادعيناه من عموم نطاقه وشموله المجالات العلمية والأدبية كافة:_ ومن هنا يتبين لنا شأن أهل العلم فقال سبحانه ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وأعتنى ديننا الحنيف بالعلم عناية كبيرة وأعلى من شأن أهله ورفع منزلتهم وجعلها منزلة سامية لا تضاهى لان العلم يدعو إلى كل فضيلة وهو الخير كله وهو أساس الرقي والتقدم والحضارة ومن أراد أن يستغفر له من في السموات ومن في الأرض فليسلك طريق العلم قال صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء . لقد فتحت التعليمية أبوابها لتستقبل أبناءنا على اختلاف مستوياتهم الدراسية لينهلوا فيها من المعارف والعلوم بشتى أنواعها عازمين على مواصلة طريق التقدم العلمي ومصممين على التفوق الدراسي مقبلين على التحصيل العلمي بكل همة وعزيمة متخذين من تفوق قدوة ومثلا متزودين بالصبر على تحصيل العلوم وشعارهم الأدب والأخلاق وهدفهم بذل الجهد لخدمة المجتمع وغايتهم رضا الله والفوز بالجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة إذا العلم عبادة التعلم يدعوا الى جملة الفضائل والآداب منها تقوى الله عز وجل قال سبحانه ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) والإخلاص لله في طلب العلم ومعاملة جميع العاملين في حقل التعليم بالخلق الحسن والكلام الجميل ملتزمين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه فلنقبل على التعلم بكل جد ونشاط وهمة وعزيمة. ولنكن عونا لأبنائنا في سعيهم في طلب العلم والمعرفة وعلينا أن نتعاون حتى نحقق رسالة التعليم بأهدافه وأبعاده ..