قبل شهرين من الرئاسيات دعوات للحفاظ على الجزائر س. إبراهيم تفصلنا مدة زمنية تقل عن الشهرين على موعد أهم استحقاق سياسي في البلاد رئاسيات ال18 أفريل 2019 التي يعتبرها متتبعون منعطفا حاسما في مسيرة البلاد وعشية هذا الموعد الهام تتعالى دعوات هنا وهناك للحفاظ على الجزائر وتثمين نعمة الأمن وتعزيزها وهي النعمة التي يعرف الجزائريون قيمتها جيدا وهم الذين اكتووا بنار أزمة أمنية استمرت لفترة غير قصيرة.. وفي ظل حراك سياسي كبير تشهده الجزائر على بُعد نحو ثمانية أسابيع من الانتخابات الرئاسية يحث العقلاء على ضرورة اليقظة بهدف الحفاظ على الجزائر من كل التهديدات التي قد تجعل أمن الأشخاص والممتلكات مهددا تحت أي حجة أو تبرير.. وإذا كان التعبير عن المطالب المشروعة أمرا بديهيا فإن طريقة هذا التعبير تبقى محل جدل واختلاف في الرؤى مع توافق إجماع بين العقلاء والشرفاء على نبذ العنف والحث على ضرورة تبني الخيار الحضاري والسلمي خلال التعبير عن الانشغالات والمطالب التي يرفعها كثير من الجزائريين آملين أن تجد آذانا صاغية لدى السلطات المعنية التي.. اليقظة ثم اليقظة.. ويتفق الجزائريون على أنه مهما اختلفت مواقفهم السياسية وآراؤهم من أمهات القضايا فإن مصلحة البلاد وأمنها ينبغي أن توضع فوق كل الاعتبارات ولذلك فاليقظة مطلوبة بشدة في هذا الظرف الحساس لتفويت الفرصة على أي جهة قد تحاول الصيد في المياه العكرة واستغلال أي فرصة لجعل أمن الجزائر واستقرارها في خطر.. وفي هذا السياق كان اللواء بوعلام ماضي مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني قد دعا يوم الاثنين الماضي الجزائريين إلى التحلي أكثر من أي وقت مضى بمزيد من اليقظة والإدراك العميق لحجم التحديات بما فيها التصدي لمحاولات ضرب استقرار وأمن البلاد وهو ما يعد تحذيرا مباشرا من المحاولات المشبوهة التي أصبحت بلادنا عرضة لتهديداتها. وناشد اللواء ماضي أبناء هذا الوطن أن يتحلوا أكثر من أي وقت مضى بمزيد من اليقظة والإدراك العميق لحجم التحديات الواجب رفعها خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها الوضع الجيو استراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي وما يرافقه من محاولات ضرب استقرار وأمن الجزائر . وطمأن ماضي الحاضرين على أنه بفضل الله عز وجل وبفضل المخلصين لمبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة ورسالة الشهداء الخالدة ستبقى الجزائر أمانة آمنة وفية لرسالة وتضحيات الشهداء . النابلسي للجزائريين: الأمن نعمة عظيمة.. حافظوا عليها في فيفري من سنة 2014 أي قبل خمس سنوات من الآن ناشد الداعية السوري الشهير راتب النابلسي عموم الجزائريين نبذ خطاب الفتنة والتفرقة مشيرا إلى أنه إن كان الحفاظ على وحدة الصف فضيلة في الماضي فهو فريضة في الحاضر . وإذا كانت رسالة النابلسي يومها للجزائريين جاءت بمناسبة فتنة غرداية فإنها تبدو صالحة في أيامنا هذه وتناسب حساسية الوضع في الجزائر حاليا حيث خاطب النابلسي الجزائريين قائلا إنّه حديث من القلب إلى القلب موجه لإخوة أحببتهم في الجزائر مشيرا إلى نعمة الأمن التي وصفها بالنعمة الكبيرة التي لا يعرفها إلاّ من فقدها وتحدث عن حرمة قتل النفس البشرية عموما ونفس المسلم خصوصا قائلا: حافظوا عليها وإياكم والفرقة وإياكم ثم إياكم والاعتداء على الدماء والأموال والأعراض . حديث النابلسي عن غرداية وأبنائهم لم يمنعه من مخاطبة كافة الجزائريين قائلا: ينبغي أن تكونوا يدا واحدة وأمة واحدة وإياكم وخطاب الفتنة وإياكم والعودة إلى مشكلات الماضي لتشتعل الفتنة بينكم وأشار الشيخ الذي يحظى باحترام كبير في مختلف أرجاء العالم الإسلامي إلى أنه إن كان الحفاظ على وحدة الصف فضيلة في الماضي فهو فريضة في الحاضر محذرا من خطاب الفتنة ومن سوء الظن وقطيعة الأرحام وداعيا إلى الحوار والمناصحة. وفي هذا الخصوص قال المتحدث في رسالته للجزائريين أنه ينبغي أن تكون المناصحة والحوار في غرف مغلقة بين الحكماء لا في الشارع بين الدهماء حيث تنتشر الفتنة البغيضة التي لا تُبقي ولا تذر ناصحا إياهم بقوله: حافظوا على أرضكم ومساجدكم وبيوتكم وأموالكم وانشروا ثقافة المحبة الألفة بينكم ولنتعاون فيما اتفقنا وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا ولنتب إلى الله جميعا ولنرد المظالم إلى أهلها ولنرفع أيدينا إلى السماء سائلين الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء .