بقلم: رشيد حسن أعادت غزة- العزة .. غزة-المقاومة لشهر رمضان المبارك وجهه الحقيقي .. وجهه النضالي المشرق.. اعادت وجهه في بدر الكبرى وفتح مكة واليرموك وحطين وعين جالوت ومعارك العبور والجولان وجنوب لبنان ..وانتفاضات الشعب الفلسطيني المجيدة...شعب الجبارين.. غزة انتصرت لرمضان.. فاعادت له كبريائه وعزته وماضيه المجيد التليد.. وذكرت أمة الثقلين بحقيقة هذا الشهر بمضامينه ومعانينه النضالية الكفاحية الخالدة .. فرمضان-يا ساد ة- ليس شهرا للأكل والشرب والتباهي والتفاخرالاخرق باقامة الموائد وصواوين الاكل الممتدة مئات الامتار تزهو باطايب الطعام والشراب.. بينما على بعد أمتار ..أو ربما خطوات صراخ الجوعى والمحرومين من ابناء عروبتنا وابناء ديننا يقطع نياط القلوب ويثير الهلع والخوف.. وغزة تتساءل.. كبف ارتضى هؤلاء واولئك من ذوي الكروش المنتفخة أن يصموا اذانهم ويعصبوا عيونهم فلا يسمعون ولايرون بني قومهم وقد عضهم الجوع الكافر ؟؟ كيف ارتضوا لانفسهم أن يحولوا شهر الجهاد والفتوحات المجيدة الى شهر للبذخ الاسراف والسفه في الاكل والشرب .؟؟ وكيف تجرؤواعلى نسيان جياع اليمن والصومال وغزة والعراق وسوريا والسودان وموريتانيا..الخ.. الذين ضاقت بهم الجغرافيا العربية فركبوا اعالي البحار ليموتوا غرقا او بين انياب الحيتان واسماك القرش؟؟ غزة الأبية.. تعاني من الجوع القاتل لاكثر من 12 عاما .. ويأبى عنفوانها وكبرياؤها وعزتها أن تعلن ذلك حتى لا ترتهن له وقد وطنت نفسها وشعبها لهدف عظيم لأخطر القضايا ..وأقدسها وأشرفها..لتحرير الارض والمقدسات وصد الغزوة الصهيونية العاتية التي وصل وباؤها الى كل الارض العربية من المحيط الى الخليج.. فلم تعد هناك ارض عربية عصية على الفيروسات الصهيونية ..الا غزة .. غزة انتصرت على الجوع.. وغزة انتصرت على المرض . وقبل ذلك انتصرت على الخوف . وتصر على معانقة الحياة الحرة الكريمة. وها هي قلعة الكرامة العربية المحاصرة..تتصدى بشيوخها ونسائها واطفالها وايتامها ..لأخطر غزوة فاشية عرفتها البشرية في تاريخها غزوة صهيونية استئصالية لا يتقن اصحابها الصهاينة الفاشيون ولا يؤمنون الا باقتراف المجازر والمذابح والمحارق.. وقد اصبحوا سادة حروب الابادة والتطهير العرقي.. غزة اثبتت بدماء ابنائها الطاهرة انها لا تخاف الموت .. ولا ترعبها طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ العدو التي تحاصرها من كل الجهات.. وذلك بعد ان اصبحت متخصصة في صناعة الموت ترهب به العدو وتفاجئه وتربكه فيرتدد على اعقابه مذعورا كالفئران المذعورة..وهذا ما حدث مؤخرا لوزير داخليته اذ هرع للاختباء واسرته في ملجأ ببئر السبع هربا من صواريخ المقاومة بعد ان فشلت القبة الحديدية في اعتراضها. باختصار.. غزة بجوعها ومرضها وعرييها وحصارها.. انتصرت على العدو الصهيوني.. انتصرت على المطبعين والمتأسرلين الذين استغلوا مأساة شعبها .. فهرولوا الى تل ابيب لكسب رضا واشنطن .. وها هي غزة تعيد لشهر رمضان الكريم وجهه الحقيقي.. شهر الجهاد والكرامة العربية .. شهرالفتوحات العظيمة... بعد ان شوهه الفاسدون.. وحولوه الى شهر للتنافخ والتكاذب والموائد الفاضحة فيما اطفال العرب يموتون جوعا في طول الجغرافيا العربية وعرضها.. المجد لغزة- العزة وهي تسمي الاشياء باسمائها وتعيد البوصلة لمكانها الحقيقي. فيصل صهيلها الى كل البقاع العربية..