رمضان بلادي رمضان في غرداية...أجواء إيمانية وتكافل اجتماعي ولاية غرداية كغيرها من ولايات الوطن تستقبل شهر رمضان في أجواء بهيجة يغلب عليها الطابع الديني مع تخصيص جزء من الأجواء للعادات والتقاليد والتي ترمي الى التكافل الاجتماعي بين العائلات. وتبدا الاجواء الرمضانية في ليلة الشك بحيث يصعد الأطفال مع حلول المغرب إلى سطوح المنازل يترقبون الهلال. وقد جرت العادة عند سكان غرداية الإعلان عن بداية رمضان باعتماد الرؤية البصرية ويتم لذلك بتشكيل مجموعات من الأعيان ذوي الخبرة إلى جانب المواطنين الذين يبلغون بمعلومات عن ظهور الهلال وكان الناس يتجمعون في قمم جبال غرداية مع كبار القوم لمراقبة هلال رمضان فإذا تمت الرؤية أشاعها أعيان القرى وشيوخ العلم في باقي المدن فتطلق في تلك الأثناء مدفعية رمضان عدداً من الطلقات من المسجد العتيق الذي يعلو مدينة غرداية إيذانا بظهور هلال رمضان وابتهاجا به. ويردد الأطفال في منازلهم وعبر الشوارع أهازيج محلية ظهر الهلال غدا رمضان . ولكن مع دخول التلفزيون في كل بيت وغزو مظاهر العولمة إلى كل تفاصيل حياة المجتمع المحلي اضمحلت هذه التقاليد أو تكاد حيث أصبح الناس بغرداية يعتمدون على ما تعلن عنه لجنة الأهلة لوزارة الشؤون الدينية سواء شاهدوا الهلال أو لم يشاهدوه فزالت بذلك مظاهر البهجة والفرحة لدى الأطفال في استقبال الشهر المبارك. وتخص العائلات الغرداوية موائد الافطار بمجموعة من العادات والتقاليد وتتميز المائدة المحلية بحضور التمور بشتى أنواعها والتي يبدأ بها الصائمون إفطارهم مع أكواب من الحليب أو الماء البارد لإزالة آثار العطش طيلة يوم كامل من الصوم. وتكون الوجبة بعد أداء صلاة المغرب شوربة الفريك وتليها وجبة حلوة في اليوم الأول من رمضان مثل طاجين البرقوق ويتخذ السكان حلاوته فأل خير ليكون شهر رمضان كله حلوا مليئا بالخيرات والبركات. ويكون خبز الدار كما يسمى هناك العنصر الأساسي في المائدة مع كل الوجبات طيلة شهر كامل. وبعد عودة الرجال من المساجد بعد أداء صلاة التراويح يجتمع الأهل حول الشاي الذي يتم تحضيره بطرق تقليدية وفق مهارات لا يتقنها إلا من اكتسب الخبرة في إعداد هذا المشروب الذي لا يستغني عنه الصائمون في مناطق الصحراء عموما مع تناول بعض الحلويات والفول السوداني الكاوكاو وبعض المكسرات الأخرى. أما وجبة السحور فلا زال الكثير من العائلات مرتبطا بتقاليد الأجداد بتناول الكسكسي المسفوف فيما يفضل البعض الآخر قهوة وحليبا مثل فطور الصباح في سائر الأيام لخفتها على الجهاز الهضمي وتبقى كذلك الاجواء الى غاية نهاية الشهر واستقبال عيد الفطر المبارك الذي يقترن هو الأخر بأجواء بهيجة .