مسلمون يحتفون بمناسبات النصارى ما لنا ولأعياد الميلاد؟.. لقد أغنى الله المسلمين وأنعم عليهم بشريعة كاملة لكل مصالح الدين والدنيا وعلق السعادة في الدنيا والآخرة على العمل بها والتمسك بهديها. قال تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . طه: 123. وقال صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيّه . رواه الإمام مالك في الموطإ. أيها المباركون: إنكم تعلمون أنّ المسيحيين يحتفلون في هذه الأيام بعيد رأس السنة وعيد ميلاد المسيح عليه السلام وهما عيدان يرتبطان بعقيدتهم الدينية وإن كنا نحن المسلمين نؤمن بعيسى عليه الصلاة والسلام رسولا من عند الله فإن ذلك ليس من خصائصنا ولا من تاريخنا لأن الأعياد إنما تكون نابعة من دين الأمة أو من تاريخها أو أحداث في حياتها. فما بال أناس من أمتي برأس السنة الميلادية يحتفلون ويهتمون بأعياد الميلاد يتفننون ويفرحون ويظهرون الزينة ويستعدون لأحياء ليلة الريفيون وربما يُحضِرون إلى بيوتهم شجرة الميلاد المزعومة وقطعة الحلوى الخاصة بهذه المناسبة وربما يتحدّث الواحد منهم لأبنائه وبناته عن بابا نويل بفخر واعتزاز؟. أما سمع هؤلاء ما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: من نشأ في بلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة . إن هؤلاء يعملون ذلك تقديرا لغيرهم وحبًّا في الجري وراءهم مندفعين بعامل خفيّ يمكن أن يفسّره علماء النفس والإجتماع بعقدة النقص أو عقدة الإحساس بالضعف ضعف الشخصية ومحاولة تكميلها بما يظنونه كمالا حين يتشبهون بالأقوياء.. حقا: إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها * هوانا بها كانت على الناس أهونا فما لنا ولأعياد الميلاد؟. إن مشاركة هؤلاء في إحياء مواسمهم وأعيادهم أمر يجب الإبتعاد عنه. قال الشيخ خليل رحمه الله: ولعب بنيروز قال الدردير: أي: ولا تصح شهادة شاهِد لعِب في هذا اليوم وهو أول يوم من السنة عند النصارى وسابع المسيح عليه وعلى نبينا السلام وعلل رحمه الله ذلك بأنه من فعل الجاهلية والنصارى وكذلك قاله الدسوقي رحمة الله عليه. وقال صاحب عون المعبود بعد أن ذكر حديث: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما . وقال القاضي أبو المحاسن الحسن بن منصور الحنفي: من اشترى فيه شيئا لم يكن يشتريه في غيره أو أهدى فيه هدية إلى غيره فإن أراد بذلك تعظيم اليوم كما يعظمه الكفرة فقد كفر وإن أراد بالشراء التنعُم والتنزُه وبالإهداء التحابّ جريا على العادة لم يكن كفرا لكنه مكروه كراهة التشبيه بالكفرة حينئذ فيحترز عنه . فما صلتكم يا غفر الله لي ولكم دينيا واجتماعيا وتاريخيا بعيد ميلاد المسيح حتى تتفننوا في الإحتفال به؟. قال الشيخ أبو إسحاق التلمساني صاحب الفرائض رحمه الله: دع الأعاجم تذهب في مواسمها * مذاهب اخترعتها شر مخترع إن الذي يحتذي في ذاك حذوهم * مشارك لهم في الحادث الشنع إن يقصدوا قصد ميلاد المسيح فقد * غلوا به وأتوا للكفر بالشنع لنحن أولى به لكن خلافهم * رفء لخرق متى تتركه يتسع أليس يأتون فيه كل منكرة * ويعكفون على الأصنام في البيع لا تهد فيها ولا تقبل هدية من * يهدي إليك وذر تخصيصها ودع ألا إن لكم أعيادا دينية ومواسم إسلامية وأحداثا تاريخية وكلها جديرة أن تملأ بيوتكم أنسا وبهجة وقلوبكم سرورا وهناء فتمسكوا بآدابها واعملوا على إحيائها تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.. اللهمَّ إنا نتوجَّه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُليا أن توقظ قلوبنا من رقدتها وأن تحيي نفوسنا وأن تهدينا إلى صراطك المستقيم وأن تعيذنا أجمعين نحن وأولادنا ونساءنا وبناتنا من التشبُّه بهؤلاء - يا ذا الجلال والإكرام - إنك أنت سميع الدعاء وأهل الرجاء وأنت حسبُنا ونعم الوكيل..