هنيئاً لكم الدعوات والحسنات والدرجات العيد فرحة.. ارسموها على وجوه اليتامى والمساكين إن شهر رمضان من المحطّات الأساسيّة في مسيرة العطاء بل إنه يشكّل البوصلة الحقيقيّة لتحقيق التكافل الاجتماعي وقد عشنا أجواء إيمانية عامّة سادت العمل الخيري حيث استنفر الخيرون لإعداد موائد الإطعام طيلة الشهر المبارك فبارك الله جهودهم.. وها هي أيام العيد تقترب لترسم على الشفاه معاني الحب وتكتب في حياة المسلمين حياة من الإخاء الصادق واستكمالاً لأياديك البيضاء وبرنامجك الخيري في هذا الشهر الفضيل أيها المسلم فهذا موسم آخر للعطاء والتكافل.. وما اقتضت حكمة الله أن يفرض للفقراء والمساكين ما يُغنيهم عن الحاجة ففي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرَضَ زكاةَ الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة . إلا لإشاعة المحبة والمسرة بين أفراد المجتمع وخاصةً للمساكينَ وأهل الحاجة وذلك أن العيد يومُ فرح وسرور فينبغي تعميمُ هذا الفرح والسرور ليشمل جميعَ فئات المجتمع. فيا أيها الكرام: كونوا في صف المحسنين وارسموا البسمة في العيد على وجوه اليتامى والمساكين فكما أدخلتم السرور على عيالكم بالجديد من اللباس والتوسعة في هذا العيد فاسعوْا بجِدّ لإدخال السرور على اليتامى والمساكين من أُسر الفقراء والمحتاجين الذين لا يجدون لشراء ملابس العيد سبيلا أو ربما كبّلتهم الديون وأسَرتهم الحاجات ولم يبوحوا بسرهم إلا لله.. ألا واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رتب على ذلك من الأجر العظيم ما يرفع إلى درجة تُقارِب درجة الأنبياء في الجنَّة قال صلَّى الله عليه وسلَّم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضِي الله عنه: أنا وكافِل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبَّابة والوسطى وفرج بينهما. وإنما فرحة العيد إنما تَتمُّ بما يكون في هذا اليوم من أعمال وما يغمره من إحسان وأفضال وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال. فامسحوا دمعة طفل يتيم أو مسكين في هذا العيد وازرعوا الفرحة بدلاً منها واجعلوا من هذه الأيام فرصة لدفق الأمل في قلوب أحبطها اليأس وأحاط بها القنوط وتبدّت مظاهر اليأس في صور شتى.. وهنيئاً.. هنيئاً ثم هنيئاً لكم الدعوات والحسنات والدرجات ورفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنات..