5 جويلية 1962 5 جويلية 2021* عندما هزم الرجال إرهاب فرنسا وانتزعوا الاستقلال * س. إ* تمر غدا الإثنين 59 سنة بالتمام والكمال على استعادة الجزائر استقلالها بفضل تضحيات الرجال والنساء والأطفال الذين وجهوا صفعة قوية للاستعمار وهزموا إرهاب فرنسا وقد أجمع مجاهدون ومهتمون بتاريخ الجزائر ممن عايشوا فرحة الاستقلال أن يوم 5 جويلية 1962 يسجل الانتصار التاريخي الذي حققته الجزائر بعد سنوات طويلة من النضال والكفاح ضد أكبر قوة استعمارية في العالم آنذاك. بولاية البليدة أكد المجاهدان معمر مدان وبلقاسم متيجي في شهادات أدليا بها لوكالة الأنباء الجزائرية عشية الذكرى ال59 لعيد الاستقلال والشباب أن استقلال الجزائر كان حلما بعيد المنال للكثير من الجزائريين بالنظر لما عايشناه من استبداد وذل ولظلم ليصبح الخامس جويلية 1962 انطلاقة لحياة جديدة ارتسمت فيها نشوة الانتصار والأمل في عيش أفضل . وشبه المجاهد معمر مدان وهو أحد المحكومين عليهم بالإعدام سنة 1957 تاريخ ال5 جويلية ب الخروج من جهنم إلى الجنة بالنظر لما عاشه الجزائريون من الذل والاحتقار وغياب أدنى مظاهر الانسانية كما قال. واستذكر: كنا نعيش كخدم وعبيد في أرضنا تحت اقدام المعمرين الذي كانوا يعاملوننا اقسى معاملة لقد كانت حياتنا مليئة بالذل والعنصرية والاهانة والبؤس بشتى انواعه وكان يوم اعلان الاستقلال محطة أعادتنا للحياة مجددا . وكان المجاهد مداناً ضمن الطلبة الذين التحقوا بصفوف النضال بعد نداء 19 ماي 1956 للطلبة الجزائريين وترك مقاعد مدرسة احمد صنهاجي بمدينة البليدة (بونيي) سابقا مفضلا الالتحاق بالجهاد والعمل الفدائي. وسرد كيف مارس عليه جنود الاستعمار الفرنسي أبشع انواع التعذيب على مدار 90 يوما بحوش الشنو بالبليدة وكيف كان أصدقاؤه بسجن سركاجي يجرون مكبلين إلى المقصلة لتنفيذ حكم الاعدام عليهم . كما توقف المجاهد عند إضراب 13 يوما عن الطعام الذي دخل فيه هو وأصدقاؤه (قرابة ال200 سجين) بسجن الحراش الذي نقل اليه لاحقا (بعدما اتخذت منهم فرنسا رهائن خلال مفاوضات إيفيان) وذلك للضغط على المستعمر ومحاولة اسماع صوتهم بأنهم جنود يكافحون من اجل تحرير البلاد وليسوا بخارجين عن القانون كما كانت تدعي فرنسا الاستعمارية. وقال: لقد أعادنا الاستقلال إلى الحياة مجددا فقد كنا ننتظر موعد اعدامنا ألف مرة في اليوم الواحد لافتا إلى انه وبعد خروجه من السجن في 15 ماي 1962 واصل النضال من أجل التنمية وأسندت له مهام السهر على تعليم الجزائريين الذين كانوا اغلبهم أميون بسبب الاستعمار كما لفت. من جهته اعتبر المجاهد بلقاسم متيجي الذي كان ضمن الطلبة الذين التحقوا بالثورة وعمره لا يتعدى 16 سنة أن الاحتفالات بعيد الاستقلال بالبليدة انطلقت منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس من سنة 1962 حيث عمت البهجة والفرحة في اوساط الشعب بالإفراج عن المسجونين . وقال المجاهد الذي امتهن التمريض على يد الممرض يحي فارس ان شعور النشوة بالفرحة الممزوجة بالانتصار لا يمكن لاحد ان يعبر عليه لعظمة هذا الحدث التاريخي . وأضاف أن الكل كان فرحا فالامهات في بيوتهن يخبزن الخبز ويهدنه إلى الجيران والاقارب ويخطن الاعلام الوطنية التي غزت الشوارع والمدن بالآلاف لافتا إلى ان الفرحة أنست الفقر والظروف القاسية التي كان يعيشها الجزائريون آنذاك. وتجسدت فرحة الاستقلال أيضا في تنظيم استعراضات بمدينة البليدة كما جاء في شهادة المجاهد متيجي الذي اعتقل بعد سنة من التحاقه بالثورة واطلق سراحه عشية الاستقلال. وعاد بذاكرته إلى موقف العائلات والأمهات اللواتي فقدن فلدات كبدهن في حرب التحرير الوطنية وبعد وقف اطلاق النار اتجهن إلى الأرياف وضواحي المدن حيث كان جيش جبهة التحرير الوطني متمركزا للبحث عن أبناءهن أو أقاربهن الذين التحقو بالثورة وهناك امتزج شعور الفرحة بالحزن في مشاهد بالغة المشاعر فمنهم من استشهد ومنهم من قدر الله له العيش والعودة إلى أهله .