استعمال عشوائي مع ارتفاع الإصابات التطبيب الذاتي بالأكسجين يؤدي إلى تعقيدات خطيرة
حذر مختلف المختصين في الطب من الاستعمال المنزلي لمادة الأكسجين لدى بعض المصابين بفيروس كورونا دون خضوعهم للمراقبة الطبية مما قد يعرضهم إلى تعقيدات صحية خطيرة. وأعتبر البروفيسور عمار شباطي مختص في الأمراض الصدرية والتنفسية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بحرة بالرويبة شرق العاصمة ان مادة الأكسجين دواء مثلها مثل بقية أصناف الأدوية الأخرى لا يمكن استعمالها الا عن طريق وصفة طبية تحدد نسبة تدفق الكمية التي تحتاجها كل حالة. وأكد ذات المختص انه لا يمكن استعمال مادة الأكسجين في التطبيب الذاتي لكونها تخضع لاستعمالات طبية محضة تستدعي المراقبة موضحا بأن هذه المادة التي تتوفر بالمؤسسات الاستشفائية وتصنف ضمن الغازات الطبية تختلف تماما عن تلك التي يتم تسويقها لدى الخواص والتي هي عبارة عن جهاز يزود المريض بأكسجين في غالب الاحيان يشكل خطورة على صحته إذا لم يكن تحت المراقبة الطبية لمهني الصحة . استعمال عشوائي وتكمن خطورة هذه المادة التي تستعمل بالمنزل في عدم التحكم في تدفق نسبة الأكسجين و مدة هذا التدفق الذي يحتاجه المريض والتي قد تمتد لدى بعض المرضى إلى 18 ساعة يوميا -حسب البروفيسور شباطي. وقد دفع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الموجة الاخيرة بعض المواطنين إلى اللجوء إلى استعمال مادة الأكسجين بالمنزل وأصبح الاقبال عليها كبيرا نظرا لأهميتها في بروتوكول العلاج مما ادى إلى ارتفاع أسعار هذه التجهيزات الطبية التي تتراوح تكلفتها ما بين 100 ألف دج و300 ألف دج كما يقوم البعض بكرائها. وأوضحت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في هذا المجال الهادي فليسي بالقطار البروفيسور نسيمة عاشور أنه لا يمكن استعمال مادة الأكسجين بالمنزل الا بوصفة واستشارة طبية معبرة عن اسفها ل الاستعمال المفرط وفي غير محله بالمنزل من طرف العديد من المرضى . وأكدت ذات المختصة من جانب آخر انها سبق وان وصفت لبعض الأشخاص المسنين استعمال هذه المادة بالمنزل لكن كان ذلك تحت المراقبة الطبية بعد مغادرتهم المستشفى باعتبار ان حالاتهم الصحية تستدعي ذلك وقد أعطت هذه العملية نتائج مرضية . المراقبة الطبية ضرورية كما أشارت من جانب آخر إلى ان استعمال هذه المادة سواء بالمستشفى أو المنزل تحت المراقبة الطبية تخضع لمعايير معينة ونسبة انخفاض الأكسجين لدى المرضى وعدم احترام هذه المقاييس تعرض المريض إلى تعقيدات خطيرة.وبخصوص الاسعار المطبقة من طرف الخواص وصفت البروفيسور عاشور هذه العملية بالسرقة حيث اغتنم بعضهم الظرف الصحي للكسب السريع. وأكد بدوره البروفيسور سليم نافتي مختص في الأمراض الصدرية والتنفسية على ضرورة تقديم هذه المادة تحت المراقبة الطبية من طرف مهنيين مكونين في هذا المجال موضحا بأن المصاب بفيروس كورونا يتلقى التهوية الاصطناعية وفق حالته الصحية بالمصالح المتخصصة أما استعمالها خارج المؤسسات الاستشفائية قد يعرضه إلى الهلاك. كما دعا ذات الخبير بالمناسبة السلطات العمومية إلى ضرورة تنظيم السوق وفرض على بائعي هذه التجهيزات الطبية تقديم فاتورة لزبائنهم . وأوضح من جانبه مدير المصالح الصحية بوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات البروفيسور الياس رحال بأن مسألة الأكسجين أصبحت لا تطرح بتاتا على عكس الموجة الاولى لتفشي الفيروس كما يوجد عدد كافي من الاسرة بالمؤسسات الاستشفائية والوضع الحالي لا يستدعي-حسبه-لجوء المرضى إلى اجهزة الأكسجين لدى الخواص . وأكد المكلف بالإعلام بالشركة التي تزود المؤسسات الاستشفائية بمادة الأكسجين السيد علي ولد حمودة أن كميات الأكسجين الطبي التي تقدمها الشركة إلى هذه المؤسسات تجاوزت ضعف الكميات التي كانت تقدم قبل جائحة كوفيد-19 كما تقوم الشركة بتقديم الأكسجين الطبي الموجه إلى المرضى للعلاج بالمنزل وذلك حسب القوانين السارية المفعول التي تضمن سلامة المريض ونوعية الدواء.