بقلم: خلدون الشيخ* مع مرور كل يوم على بقاء المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير مدرباً لمانشستر يونايتد تزداد حيرة أنصار هذا النادي العريق ومحبي نجوم الفريق من أسباب عدم اتخاذ الادارة للقرار المتوقع باقالة المدرب ذي الوجه الطفولي بعد الكثير من النتائج الكارثية والعروض الهزيلة مع قرب انتهاء الفترة المثالية الثالثة في الموسم لاجراء تغيير جذري في الجهاز التدريبي على غرار فعلته أندية عدة في الأيام الاخيرة. البعض بات يروج مازحاً ان المدرب سولشاير لديه ممسك على الادارة وهو ما يجبرها على ابقائه رغم قناعة غالبية الجماهير في انكلترا والعالم واجماع الصحف والاعلاميين بل حتى نجوم النادي السابقين الذين كانوا يوماً زملاء للنرويجي في الفريق على ضرورة الرحيل وأن سولشاير قدم أقصى ما يستطيع وانه لن يغير حال الفريق الى الأفضل في المستقبل القريب ولهذا بات الجميع يتساءل ما هي مشكلة ادارة مانشستر يونايتد وعائلة غليزر المالكة للنادي مع اقالة هذا المدرب؟ البعض يردد أن العائلة المالكة الأمريكية لا يهمها سوى المداخيل المالية ولا يكترثون الى احراز الألقاب كالجماهير فاذا حقق سولشاير المطلوب منه بالتأهل الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل الذي يضمن مداخيل معتبرة والدور التالي هذا الموسم فلا يهم ان فاز بلقب الدوري المحلي او حتى لو لم ينافس عليه فهم لم يمهلوا ديفيد مويز خليفة الاسطوري أليكس فيرغسون الأول سوى بضعة شهور وطرد في موسمه الأول وقبل انتهائه بخمسة أسابيع بعدما تأكد استحالة حلول الفريق في مركز مؤهل الى دوري الأبطال ليتكرر الامر مع المدرب الهولندي فان خال الذي طرد بعد يومين من احرازه كأس انكلترا وايضا بعد التأكد من عدم تأهل الفريق الى التشامبيونزليغ أي بعد التأكد من حرمان النادي من مداخيل الأبطال فيما طرد مورينيو من عمله بعدما ساهم بشكل كبير في هبوط مستوى عدد من النجوم والفشل في رفع القيمة السوقية للكثير منهم بسبب الصراعات والصدامات بينه وبينهم رغم احرازه لقبين ولهذا فان الوقت لم يحن لطرد سولشاير بل الأهم من كل ذلك فان الادارة تشعر بالذنب في ما يمر فيه الفريق من نكسات كونها أربكت خطط المدرب بجلب كريستيانو رونالدو الى الفريق بدون طلب من سولشاير لهداف والسبب كان عاطفيا يتعلق برمزية النجم البرتغالي ولقطع الطريق على ضمه للجار السيتي قبل ان تصبح مشاركته أساسياً ضرورة ملحة لأسباب تسويقية بغض النظر ان ضرب ذلك أسلوب لعب الفريق والذي من الواضح ان النجم البرتغالي لا يتأقلم أو يتجانس معه ما قاد المدرب النرويجي الى تغيير خطته وتكتيكه لاستيعاب رونالدو في التشكيلة الاساسية على حساب ضمان تحقيق توزان في الفريق يضمن نتائج ايجابية وهو ما أعطى الادارة التي تشمل المدرب الاسطوري فيرغسون حصة كبيرة من اللوم. لكن رغم كل ذلك يرى البعض أن غياب البديل المناسب في الوقت الحالي أجل فكرة الاقالة الفورية فحتى بين الانصار والنجوم السابقين والنقاد هناك خلافات عميقة على نوعية الخليفة المحتمل وبعد طرح كل اسم يبرز البعض علله وسيئاته فأنتونيو كونتي مدرب صدامي وعاصفي وسيقود النادي الى عدم الاستقرار بحسب البعض ومنهم النجم السابق والناقد اللاذع غاري نيفل فيما يعتبر البعض الآخر ان زين الدين زيدان لا يلائم الكرة الانكليزية لأسباب تتعلق بعدم اجادته للغة الانكليزية وعدم قدرته على بناء الفرق مثلما أخفق في الريال في اعطاء فرصة للصغار والتخلص من الحرس القديم وهكذا وجدت العلل والمنفرات في مدربين آخرين على غرار الالماني رالف رانينك والارجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو والايرلندي بريندان رودجرز لكن حتى فكرة الاقالة في وسط الموسم (مويز ومورينيو) كان يتبعها تعيين مدرب مؤقت من أبناء النادي على غرار راين غيغز وسولشاير نفسه الذي ساهمت نجاحاته المبدئية في اعطائه عقدا طويلاً قبل تمديده الصيف الماضي لثلاث سنوات لكن حتى التفكير في النجوم السابقين سنجد غالبيتهم خاضوا تجارب تدريبية مقبولة بدون نجاحات ساحقة على غرار روي كين (سندرلاند وابسويتش) وغيغز (منتخب ويلز) او كارثية على غرار غاري نيفل (بلنسية الاسباني) وشقيقه فل (منتخب سيدات انكلترا وحاليا انتر ميامي الامريكي) وبول سكولز (أولدهام وسالفورد) ولهذا تجد فئة قليلة جداً الجرأة للهمس بأرفع الأصوات بأن وقت اقالة سولشاير لم يحن بعد.