بقلم: حمادة فراعنة الحلقة الثالثة نعم يوجد حرب مشتعلة قاسية آثارها معاناتنا جوعنا الغلاء المنتشر بيننا بسبب ارتفاع أسعار السلع والمنتوجات الأساسية ليس فقط عندنا كأردنيين بل يشمل البلدان العربية من المحيط إلى الخليج باستثناء من هم في عهد الثراء والبحبوحة. نعم يوجد حرب عابرة للحدود والشعوب والقوميات إقتصادية بحتة على الأغلب لم يكن سببها اجتياح روسيا إلى أوكرانيا بل زادتها حدة ومواجهة وإتساعاً. حرب بمبادرة أميركية تستهدف روسيا والصين أساساً حرب التنافس التجاري والتفوق الاقتصادي وهذا ما يفسر أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى فرض التهدئة الأمنية وإزالة ظواهر العنف لدى العالم العربي ومعه وبه ومن حوله كي يكون العالم العربي جزءاً من هذه الحرب الاقتصادية وأحد أدواتها لدعم التوجهات الأميركية وسياساتها في مواجهة روسيا والصين وهذه واحدة من دوافع بايدن لزيارة العالم العربي واللقاء مع قادة الخليج العربي بحضور أردني مصري عراقي. فرض خيار التهدئة الأميركي شمل إيران ولهذا تم إستئناف اللقاءات الإيرانية الأوروبية والإيرانية الأميركية بشأن الإتفاق النووي وإن كانت التهدئة الأميركية تصطدم بالتحريض الإسرائيلي أما القلق الخليجي فهو يتراجع تدريجياً مع نجاح الوساطة العراقية بين طهران والرياض. حرب إقتصادية تصل أثارها علينا فندفع الثمن مما يتطلب سرعة التركيز واليقظة حول هدف تحاشي تداعياتها على شعبنا الموجوع والاستفادة من الدفع الأميركي نحو طلب مساعدة بلدان الخليج العربي المستفيدة من إرتفاع أسعار النفط والغاز بسبب الحظر المفروض على روسيا للبلدان العربية التي تحتاج لهذه المساعدة. البلدان الصناعية الكبرى السبعة المجتمعة في المانيا إتخذت مزيداً من الإجراءات العقابية ضد روسيا مما سيزيد من حالة الحرب الاقتصادية المشتعلة وتزيد من متاعب الدول الفقيرة وإفقارها. أولويات العرب في قمة جدة مقسومة لاهتمامين: الأول الاهتمام الخليجي نحو إعطاء الأولوية لمواجهة إيران بهدف وقف تدخلاتها العربية. والثاني الاهتمام الأردني المصري يتجه نحو الموضوع الفلسطيني ومواجهة سياسات المستعمرة الاحتلالية التوسعية في فلسطين والجولان السوري وهذا ما سيفرض نفسه على القمة باتجاه الشرق نحو إيران وباتجاه الغرب نحو المستعمرة.