بقلم: إسماعيل الشريف الحرب العالمية الثالثة تقترب هنري كيسنجر. الولاياتالمتحدة تسعى لإشعال حرب عالمية ثالثة حبسنا أنفاسنا الأسبوع الماضي حين زارت نانسي بيلوسي -رئيسة مجلس النواب الأمريكي- تايوان وتوقع العديد من الخبراء ردًّا مزلزلاً من الصين ولكن ذلك لم يحدث ونخشى من هزيمة بوتين في حرب أوكرانيا فيصرخ: عليّ وعلى أعدائي. فالعالم فعلاً على شفير حرب كونية لن تُبقِي ولا تَذَر! فلماذا تسعى الولاياتالمتحدة لهذه الحرب وتستفز القوى العظمى؟ قد تكون الأسباب عديدة منها: أن الإمبراطورية الأمريكية قد شاخت وبدأت بالتراجع وأن هنالك قوى أخرى بدأت بتحديها وعلى رأسها الصين وحتى تطيل أمد الإمبراطورية وتقضي على منافسيها فهنالك ركائز في العقيدة الأمريكية منها القاعدة الميكافيلية: والراحة يتبعها الفوضى والفوضى تؤدي إلى الخراب ومن الفوضى ينشأ النظام ألم تتسيد الولاياتالمتحدة العالم بعد الحرب العالمية الثانية؟ ومن الأسباب ما يُعرف بعقيدة الصدمة والتي إحدى مبادئها: حيث الفوضى تأتي الغنائم. وقد نفسر ما يحدث من واقع نظريات المؤامرة وهنا نستحضر رسالة ألبرت بايك الماسوني الأمريكي إلى سيده النوراني مازيني هذه الرسالة كتبت في 15/8/1871 وهي تحمل رؤى بايك من أن تغيير العالم يتطلب حروبًا عالمية في رؤياه تحدث بايك عن ثلاثة حروب عالمية الأولى تُنهي الحكم القيصري في روسيا ويظهر حكم شيوعي ملحد وتضعف الأديان وسيشعل هذه الحرب وكلاء النورانيين في بريطانيا وألمانيا والثانية ستكون نتيجة للصراع الصهيوني والفاشي وبنهايتها ستدمر الفاشية ويتوج انتصار الصهيونية في وطن لهم في فلسطين وستخرج الشيوعية منتصرة من الحرب لتكون معسكرًا مقابل المعسكر الرأسمالي أما الثالثة فحرب ستدور بين الصهيونية والإسلام وسيحضّر لها العالم من خلال دماء كثيرة وفوضى وأحداث جسام وبعد الحرب سيحكم العالم حكومة واحدة وجيش واحد! ولو حدثت هذه الحرب مَن الذي سينتصر فيها؟ قدم البروفيسور جيرهارد هانابي Gerhard Hanappi -العالم الاقتصادي الكبير في المفوضية الأوروبية- ورقة عمل تحت عنوان: العالم مُقبل على حرب عالمية ثالثة نتيجة تفكك الرأسمالية. يتحدث البروفيسور عن أن العالم يعيش فترة مشابهة لما كان عليه العالم قبيل الحربين العالميتين الأولى والثانية من سماتها زيادة الإنفاق العسكري والتوترات الجيوسياسية بين القوى العظمى وقيام الديمقراطيات بالتجسس على الشعوب وعودة الشعبوية وغياب المساواة بين أبناء المجتمع الواحد ففي فترات الانتعاش الاقتصادي فإن العوائد تتوزع بشكل أفضل كثيرًا من الأزمات الاقتصادية التي ستجمع الثروات بأيد قليلة ونتيجة لذلك تنهار الطبقة الوسطى صمام الأمان لأي مجتمع. وسيناريوهات هذه الحرب قد تكون اندلاع حرب أحد أطرافها روسياوالولاياتالمتحدة وإيران والصين وكوريا الشمالية نتيجة هزيمة أو استفزاز أحد الأطراف أو بالخطأ أو بالصدفة ويعتقد بأن فرصة النجاة الأعلى ستكون للصين تليها الولاياتالمتحدة ثم روسيا إذا وقعت الحرب. والسيناريو الثاني بأنه من نتائج هذه التوترات والأوضاع الاقتصادية الصعبة نشوب حروب أهلية في عدد من الدول تمكن وصول حكام شعبويين للحكم ثم تظهر حركات مناهضة لها وبسبب ثورة الاتصالات فإن الحروب ستكون مُعدية ولا أوضح كمثال الثورات العربية وأوروبا هي المرشحة هذه المرة لهذه الحروب. والسيناريو الثالث هو الحركات المناهضة للإمبريالية وستكون على شكل مظاهرات أو تمرد مسلح خاصةً في الدول التي تفتقد للعدالة الاجتماعية. وحركات التحرير المناهضة للإمبريالية تحمل أوجها أيدولوجية مختلفة من ماركسية أو إسلامية وتأخذ أشكال مظاهرات ضد الحكومات وتمردا مسلحا خاصةً في الدول التي يوجد بها فروق كبيرة بين الأغنياء والفقراء. ويضاف سيناريو رابع يتحدث عنه علماء البيئة يسمونه (حلقة الإنثروبوسينية) وهي مرحلة تراجع منظم وأزمات بيئية تؤدي إلى تفكك النظام القديم وظهور نظام جديد.