طوفان استيطاني يُهدّد الأقصى.. أعياد بني صهيون.. الخطر القادم في القدس لم يكن العيد اليهودي الأول الذي صادف يومي الإثنين والثلاثاء وشهد بداية الاقتحامات الاستيطانية الكبيرة للمسجد الأقصى سوى بروفة لطوفانات من الاقتحامات التي تخطط الجماعات الاستيطانية المتطرفة تنفيذها في الأعياد القادمة التي تحل الشهر القادم بعد أن دعت أنصارها لأكبر عملية اقتحام في العيد القادم لحلوله في يوم مميز وفق الطقوس التلمودية وهو أمر يدفع بالأمور الميدانية إلى مزيد من التوتر والتصعيد. ق.د/وكالات جدد المستوطنون اقتحام باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية تعمدوا خلالها أداء طقوس تلمودية علاوة عن استماعهم خلال الجولات الاستفزازية لشروحات حول الهيكل المزعوم. ما كان لافتاً في اقتحام للعيد اليهودي رأس السنة العبرية هو استخدام قوات الاحتلال طائرة مسيرة حلقت فوق سماء الأقصى بعد أن دفعت سلطات الاحتلال بقوات كبيرة من الأمن والتي انتشرت في محيط المسجد وعلى البوابات وفي منطقة القدس القديمة علاوة عن مرافقة قوات أخرى كبيرة للمستوطنين إذ كان أبرز أفراد الأمن المقتحمين المفتش العام لشرطة الإحتلال الجنرال يعقوب شبتاي. ورغم دخول المستوطنين بأعداد كبيرة إلا أن سلطات الاحتلال وضعت قيوداً على دخول المصلين الفلسطينيين وحالت دون دخول من يقل عمره عن 40 عاما فيما اعتدت على آخرين خلال تواجدهم في باحات المسجد ومن بينهم مسنّون بالتزامن مع عملية اقتحام المستوطنين. *التصعيد القادم وحاليا باتت الأنظار تتجه إلى الأعياد القادمة التي تحل في شهر أكتوبر خاصة أن الجماعات الاستيطانية دعت أنصارها لأكبر عملية اقتحام يشهدها المسجد الأقصى منذ احتلاله خلال العيد القادم وذلك من خلال دعوات استغلت مواقع التواصل الاجتماعي في توزيعها علاوة عن وسائل الإعلام الأخرى وطرق التواصل التي تنتهجها تلك الجماعات للوصول إلى أنصارها. وستكون الأعياد القادمة أكثر خطورة على المسجد الأقصى بسبب برنامج الاقتحامات التي تريد تلك الجماعات تنفيذها والتي تشمل إلى جانب النفح بالبوق داخل الأقصى وعلى بواباته إدخال القرابين ومنها القرابين النباتية لتقدم أمام الهيكل المزعوم. ودعت منظمات استيطانية متطرفة عناصرها إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم. وقد حددت يوم الثلاثاء الموافق 11 من شهر أكتوبر القادم والذي يصادف عيد العُرُش ليكون اليوم الأكبر للاقتحامات كونه يمثل فرصة لا تتكرر إلا مرة كل سبع سنوات معتمدة في ذلك على مزاعم توراتية تفرض على اليهود أن يجتمعوا في اليوم الأول من الأيام الوسطية ل عيد العرش في السنة التالية للسنة السبتية مباشرة. وحتى أيام العيد اليهودي القادم وخلال فترة رفع الإغلاق العسكري الذي فرضته مطلع الأسبوع سلطات الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة والذي انتهى ليل الثلاثاء ستستمر حالة التأهب القصوى التي أعلنتها دولة الاحتلال في صفوف قواتها خاصة تلك التي دفعت بها للمناطق الفلسطينية وإلى مناطق الحدود والتماس والقدس الشرقية. وتثير هذه المخططات حفيظة الفلسطينيين خاصة المقاومة التي توعدت بالتدخل والرد على استفزازات المستوطنين ومحاولات دولة الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا. ويتوقع في حال زادت هجمات المستوطنين أن تتضاعف عمليات المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون والتي تستهدف الحواجز العسكرية والمستوطنين في الضفة الغربية ومناطق ال 48 وذلك بعد طلب فصائل المقاومة بهذا الأمر من كل من يستطيع تنفيذ تلك الهجمات ودعوتها للفلسطينيين بتصعيد المواجهة في كل مناطق التماس وفي كل الجبهات. وشهدت الساعات الأخيرة تصاعدا في أعمال المقاومة والتي ارتفعت وتيرتها بسبب هجمات المستوطنين على الأقصى ووفق إحصائية فلسطينية فقد نفذ المقاومون الفلسطينيون والشبان الثائرون 27 عملاً مقاوماً ضد قوات الاحتلال والمستوطنين خلال 34 ساعة. وذكر مركز المعلومات الفلسطيني أن أبرز تلك الأعمال كان عملية إطلاق نار صوب مستوطنة والتصدي لاقتحامات المستوطنين بالأقصى واستهداف حواجز للاحتلال بالعبوات محلية الصنع والزجاجات الحارقة. وجرى الطلب من قوات جيش الاحتلال التي دفعت دولة الاحتلال بأعداد كبيرة منها إلى الضفة ومناطق التماس والقدس وإلى مناطق الحدود مع المناطق الفلسطينية في إطار حالة الطوارئ والتأهب التي أعلنت بسبب الأعياد اليهودية إلى أخذ اليقظة وتوخي الحذر خشية من مخطط المقاومة المسلحة. وجاء ذلك بعدما قالت تقارير عبرية إن حركة حماس تحاول إشعال الوضع الميداني وأن الحركة تقوم بحملة إعلامية كبيرة تطالب الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربيةوالقدس الشرقية بالتوافد إلى الأقصى في الأيام المقبلة والدفاع عنه.