مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراء أساتذة حول تمرد الأولاد .. الحذر من الانسياق وراء كيانات مشبوهة معادية للإسلام نتيجة ثوران عاطفي أو فهم آخر للحياة أو التأثر بنمط معين يظهر في كثير من الأسر تمرد بعض الأولاد بعدة أشكال واختيار سلوكات جديدة وفق ميول ورغبات جامحة لا سيما في مرحلة المراهقة فيزداد قلقهم وعنادهم وحيرتهم في قضايا غير منتهية سواء مع أفراد أسرهم أو خارجها.. ومما يلاحظ أن عصيان تعليمات الوالدين أو الأولياء خاصة يدفع دائما نحو الانهيار الأخلاقي والضياع المحموم بأخطار تضر الفرد والمجتمع في آن. سألنا أساتذة عن أسباب الظاهرة وظهور التمرد في بعض الأولاد دون بقية الإخوة وتأثيرها على التحصيل العلمي لهم وطلبنا علاجها تربويا وبطرق هادئة وإيجابية. ***** مِن حُسن التعامل مع الأولاد فهم احتياجات المراهقين بدقة أ. د. ناعوس بن يحيى عالم الطفولة عالم يمر به الإنسان بكل السلوكات والنفسيات لأنه في مرحلة البناء.. ومن هنا وجب على الأسرة الحذر والمتابعة الحثيثة حتى لا ينفلت العِقد وذهب الطفل في عالم مجهول يصعب فيه المراقبة لأن لكلِّ ابن احتياجاتٌ ورغبات تتطلَّب مِن الوالدين فهمَ احتياجاته التي تدفعُه لتلك التصرُّفات الخاطئة وفي حالةِ ابنِك بما أنه قد تجاوَز الطفولة وفي سن المراهقة فأنصحُك بالآتي: 1- أولًا لا بدَّ أن تُثقِّف نفسَك باحتياجاتِ ابنِك النفسية في تلك المرحلة العُمرية وتُشفِق عليه فتغيُّر هرمونات جسمِه تَجعلُه دائمَ العصبيَّة والتوتُّر. 2- مِن احتياجات ابنِك في تلك المرحلة مثلًا: أن يشعرَ بالحبِّ والعطْفِ والأمان يشعر بحبِّ الأبوَيْن له ويشعر بأنه مَقبولٌ بشخصه وأن تصرُّفاته هي التي تُزعِجُكم. يحتاج أن يشعرَ بالاستقلالية والرجولة. ويحتاج أن يشعرَ بثقتِكم فيه وأنه أهل لتلك الثقة. يحتاج أن يشعرَ بجوِّ الأسرة والتضامُن حتى وإن كان بعيدًا عنه ويقضى جلَّ وقته في الخارج. يحتاج أن يشعرَ بالاهتمام وأن هناك مَن بات ليطمئنَّ عليه ويعرف أحواله حتى وإن لم يحبَّ أن يتحدَّث لكنه بحاجة إلى الشعور بالقبول والاهتمام. 3- حينما يبدأُ ابنُك في تصرفاته الخاطئة ابحث عن الرغبة الخفيَّة خلفَ ما يفعلُه مثلًا: قد يصرخُ ليطلبَ أشياء مُعينة أو ليعترض على أشياء مُعينة لا تُرَكِّز على صراخِه وطلباته بقدْر تركيزك على حاجته النفسية الداخلية هل يحتاج وقتها الشعورَ بأنه رجل؟ أو قد يحتاج اهتمامًا؟ أو ما هي حاجته النفسية؟ ومن ثَمَّ يُعالج السلوك وحدَه. 4- في وقتِ صفاءِ ابنِك لا بدَّ أن تمنح الحبَّ والمودَّة - وكذلك والدُه - وتشعريه بأنه رجل البيت وأنكم تثقون به وأنه أهل لتلك الثِّقة. 5- لا بدَّ مِن تحمل مَسؤولية معيَّنة مثلًا: إن كان يحبُّ الكرة تشكِّلون له فريق أطفال ليدرِّبهم أو حلقة ليحفظهم القرآن ابحثوا عما يحبُّ وشجِّعوه على أن يساعدَ هؤلاء الأطفال وأشعروه أنهم بحاجة له. 6- لا بدَّ مِن الصبر على سُلوكياته والتحمُّل وعدم استخدام أي أسلوب مِن أساليب العنف التي قد تُحدِث فجوةً بينكم طول العمر اعذروه فالتغيُّرات التي بداخله ليستْ سهلةً وعوِّضوه بالحاجات النفسية التي هو بحاجة لها وسوف تجدون السلوك الخاطئ يختفي وحْدَه. 7- تجاهَل بعضَ الأفعال كأنك لم ترها فالتجاهُل أسلوبٌ فعَّال أحيانًا. 8- ابدأ ببرمجتِه والحديث معه على أنه قد تغيَّر وأنه أصبح كما تتمنَّين طوال عمرك أن تَرَيه فالإنسانُ يتطبَّع كما يراه الآخرون فنظرتُكم السلبيةُ له تزيد مِن سلبيته فابدؤوا بالنظَر له بالصفات التي تحبُّونها وتحدَّثوا معه فيها وستجدون كل التغيير - بإذن الله تعالى - فلا بد أن تغيِّروا قناعاتكم له. 9- اقرأ كثيرًا عن احتياجات المراهِق ومَشاكله وكيفية التعامُل معه فهذا يُفِيدكم كثيرًا. 10- حاولوا ألَّا يضغطَكم ويزيد مِن عبئكم نظرةُ المجتمع ومكانةُ والده فقط فكِّروا مِن باب الأخْذِ بيدِه ومساعدتِه وأنكم لا ترضون له ذلك لأنه ابنكم لا غير وتذكَّروا نبيَّ الله نوحًا وابنَه العاصي فالهدايةُ بيدِ الله - عز وجل - وكلُّ إنسان مُعرَّض لذلك فلا تُشعِروه بضيقِكم نحوَه لنظرةِ الناس وإنما لشخصه ولأنكم تحبونه. 11- لا تنسَ أن تدعو الله -عز وجل- له دائمًا بالصلاح والهداية فدعاءُ الوالدين مُستجابٌ. ***** إنهم يتمرّدون.. أ. د. أحمد جاد طفت في الآونة الأخيرة ظاهرة لم تعتد عليها مجتمعاتنا العربية والإسلامية ألا وهي ظاهرة تمرد كثير من الأبناء على طريقة حياة آبائهم وأمهاتهم بل والتمرد على كل ما في المجتمع من قيم وعادات بل امتد هذا التمرد لينال من الثوابت الدينية بحجج عديدة كمحاولة لتقديم فهم صحيح حسب قولهم للنصوص الدينية وتنقية التراث من الأخطاء التي به ثم تطور الأمر برفض هذه الفئات المتمردة لكثير من النصوص الدينية بزعم أنها لم نعد مناسبة للواقع أو بحجة أن بهذه النصوص إجحاف واضح لحقوق المرأة مثلا ومحاباة للرجل على حساب المرأة بل إن الأمر قد بلغ بكثير من هؤلاء إلى الطعن في العقيدة وأصول الدين من صلاة وصيام وزكاة وحج . فالصلاة في نظر بعضهم حركات لا طائل من ورائها ولا فائدة منها والحج أفعال وثنية من طواف بالكعبة وتقبيل للحجر الأسود وسعي بين الصفا والمروة ورمي للجمار. على طريقة كرة الثلج يتطور الأمر مع هؤلاء من نقد لبعض الأمور الفرعية إلى نقد للأصول والثوابت إلي التشكيك في الدين ككل بحجة أن به أخطاء ومن ثم لا يصلح كدين بل إن الأمر يتخطى ذلك بالجنوح نحو الإلحاد ووصم الله تعالى حاشاه بالظلم والجور وعدم معرفة ما ستكون عليه الأمور في المستقبل. كل ذلك تحت قناع حريةالفكر ولو صدقوا القول لقالوا: حرية الكفر ذلك أن ما يدعون إليه لا يمت للفكر بصلة ولنقاش المسألة من جذورها: أيها المتمرد : أتؤمن بوجود إله؟ إن قلت: لا فلا داعي للنقاش وقد سقطت حجتك في ادعائك العمل على تقديم رؤية وفهم صحيح للنصوص. وإن قلت: نعم فدعني أسألك: أنت عبد أم إله؟. إذا كنت عبدا مثلنا فكيف لك أن تناقش أوامر خالقك وتزعم أن بعضها به جور وظلم والله تعالى هو العدل؟ كيف تزعم أن هذا النص القرآني خطأ والله هو قائله. ثم دعني أسألك : كم مرة اتخذت موقفا من قضية ما وحكمت فيها بحكمك ثم تبين لك بعد ذلك أن موقفك هذا كان خطأ وتراعت عنه واتخذت موقفا مغايرا؟ كثير من المواقف بلا شك أنك ببساطة عبد محدود العلم ولست إلها. فكيف لك بعد هذا أن تتجرأ وتنتقد نصوص ربك وهو من يعلم السر وأخفى؟ يزعمون أن لا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب بعد الموت فهل تعرف أحدا مات وعاد إلى الحياة وأخبرك بهذا؟ تزعم واحدة من المتمردات الكبار فتقول : كانوا يخوفوننا أن من لا يصلي سيعذب في القبر ويحدث له كيت وكيت والسؤال : هل معك دليل على عكس ذلك؟ هل ذهبت إلى الموت فودت ذلك كذبا؟ لقد أمات الله تعالى أهل الكهف أكثر من ثلاثمئة عام ثم بعثهم وتعرف عليهم أهل بلدتهم ليكونوا حجة على من ينكرون البعث بعد الموت ومن قبلهم أمات عزيرا مئة عام ثم بعثه فأنى تؤفكون؟ إن القضية ليست قضية فكر أجزم بذلك لكنها مسألة تمرد على الخالق لأنه لم يحقق لهم ما يبتغون وما يتمنون أو لأنه ابتلاهم في الدنيا ببعض الابتلاءات ناسين أو متناسين أن الدنيا إنما هي دار اختبار لا دار جزاء ترك فيها للبشر حرية ارتكاب الذنوب والمعاصي كما ترك لمن يتمرد حرية التمرد والإلحاد فلا تأت بعد ذلك معترضا إن رأيت تفشيا للشر فتقول: وأين الله؟ ثم بحجة ذلك تعطي لنفسك الحق في التمرد والإلحاد!. والحق أن السبب في هذا الجنوح والتمرد هو الانسياق وراء كيانات مشبوهة ذات أهداف معادية للإسلام متقنعة بشعارات الحرية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة فتعمل على خلط الأوراق وتشويه الدين بلي نصوصه دون فهم والاستشهاد بالفتاوى الشاذة والغريبة وما دس في الكتب الصفراء أيام ضعف الأمة وانحطاطها الحضاري. ولا يعني هذا أن نصب اللوم كله على هؤلاء الأبناء والأجيال الناشئة فالآباء والأمهات يتحملون جانبًا من المسؤولية عما وصل إليه هؤلاء الأبناء بإهمالهم وتركهم فريسة لأفكار غريبة. لقد انشغل الآباء والأمهات بواجباتهم الحياتية المادية نحو أبنائهم متناسين أن أبناءهم في حاجة إلى الاحتواء والمحادثة ومناقشتهم في أمورهم ومشاركتهم اهتماماتهم. بل إن المجتمع بحكوماته وعلمائه ومؤسساته الدينية والتربوية يتحمل جزءا من هذا السقوط الذي وصلنا إليه. ولكن ماذا نقول إذا كانت كثير من الحكومات العربية شريك في هذه التوجهات الإلحادية بحجة العمل على تجفيف منابع الإرهاب وهم في الحقيقة يحاولون تجفيف منابع الإسلام والعمل على محو هوية الأمة الإسلامية بإحياء الهويات القومية والوطنية والعمل على جعلها الأساس والمقياس في الحكم على صلاح شخص ما من عدمه. إن ترك أبنائنا وبناتنا فريسة لتلك المؤسسات والجمعيات المغرضة كالجمعيات النسوية وما تنشره من كره وبغض وتقطيع في أوصال مجتمعاتنا أمر يحتاج إلى وقفة حماية لمجتمعاتنا وأجيال أمتنا الناشئة. كما أن على الأسرة متابعة ما يقرأ أبناؤها خاصة في مرحلة المراهقة تلك المرحلة الخطرة التي تتكون فيها شخصية الإنسان ويتأثر بشكل سريع بما يسمع وما يرى وما يقال له. *****