حفريات وأنفاق واقتحامات صهيونية يومية الأقصى في قلب التهويد تشير الأرقام التي وثقتها جهات مقدسية أنه خلال شهر اكتوبر اقتحم المسجد الأقصى 10822 مستوطنا حيث تقاطع الشهر مع يوم الغفران و عيد العُرش وتعكس هذه الأرقام مجموعة من الحقائق والتحولات في ظل أن الرقم هو الأعلى في تاريخ الاقتحامات قاطبة منذ احتلال المسجد عام 1967. ق.د/وكالات حذرت محافظة القدس من خطورة تحركات علنية ومتسارعة لجماعات الهيكل والتي باتت تتخذ طابعاً عملياً ممنهجاً يهدف إلى المساس المباشر بالمسجد وتغيير طابعه التاريخي والديني. وأكدت على أن ما يعرض من تجهيزات وطقوس واستعدادات لم يعد مجرد حلم ديني أو فكرة خرافية بل أصبح مشروعاً استعمارياً منظماً تديره وتدعمه جهات سياسية ودينية داخل منظومة الاحتلال في مسعى خطير لفرض سيادة تامة على المسجد الأقصى وإحلال الهيكل المزعوم مكانه. جاء بيان المحافظة في ظل أن جماعات الهيكل تقوم بالتكثيف من أنشطتها وتهيئاتها الميدانية بشكل علني عبر مؤسساتها الدينية والتعليمية ومن أبرزها مدرسة يشيفات هارهبايت التي نشرت مؤخراً فيديوهات توثّق استعداداتها لبناء الهيكل المزعوم بما في ذلك تدريب الكهنة على تقديم القرابين الحيوانية وخياطة الملابس الخاصة بهم وتصميم مجسمات هندسية تمثل شكل المعبد المزعوم. ورأت المحافظة في ذلك خطوة خطيرة تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتقبل فكرة البناء على أنقاض المسجد الأقصى وتأتي هذه الممارسات متزامنة مع تصريحات مستمرة ومتطرفة لما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير الذي يسابق الزمن لفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد ويشجع جماعات الهيكل على تكثيف اقتحاماتها الجماعية لساحات المسجد والصعود إلى ما يسمى جبل الهيكل . وتشير الحملات التحريضية المتطرفة التي تتداولها شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي تخص الجماعات المتطرفة إلى أنها تحمل تحرّيضا علنياً على هدم المسجد الأقصى أو قبة الصخرة المشرفة لبناء الهيكل المزعوم في المكان وتنشر فيديوهات ورسومات تجسّد عملية البناء المزعوم داعيةً إلى أوسع مشاركة في الاقتحامات اليومية كما أظهرت هذه المقاطع وجود مخططات تفصيلية للمعبد الجديد في إشارة واضحة إلى أن تلك الجهات تتعامل مع المشروع كحقيقة قيد التنفيذ لا كرمز ديني أو أسطورة تاريخية. وتكتسب هذه التحركات أهمية في ظل الدعم الرسمي الذي تتلقاه جماعات الهيكل وإلى كونها تعمل بشكل منظم ضمن قانون الكيان وتحظى باعتراف رسمي. ونبهت المحافظة إلى أن أنشطة هذه الجماعات تأتي ضمن خطة متكاملة تستهدف تغيير الواقع الديني والسياسي والقانوني في القدس عبر السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الوقفية والاستيلاء على منازل المقدسيين وزرع القبور الوهمية في محيط الأقصى وتهويد الطابع العربي والإسلامي والمسيحي للمدينة مع مواصلة جماعات الهيكل الترويج لرواية باطلة تزعم أن المسجد الأقصى بُني فوق أنقاض هيكل سليمان وأن حائط البراق هو جزء من بقايا ذلك الهيكل. وكانت مؤسسة القدس الدولية قد أصدرت قبل أيام رسالة قالت فيها إن مهمة ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى وتصفية كل قضية فلسطين مهمة تفوق طاقة الشعب الفلسطيني ومقاومته والتحدي بات يفرض انخراط الأمة في الدفاع عن هويته والتصدي للمحتل بالسبل كافة.