تنتشر الحمامات الجماعية في الجزائر كونها رمزا من رموز الثقافة الشعبية لفئات واسعة، بحيث التزم بعض المصابين بالأمراض المزمنة على غرار مرض المفاصل والروماتيزم بالتردد عليها منذ أمد بعيد بحثا عن الاسترخاء والراحة بتلك المرافق التي امتدت إلى عقود طويلة وأضحت عرفا ملزما بالنسبة للبعض بغض النظر عن كونها مجالا فسيحا لحمل العديد من الأمراض الطفيلية والبكتيرية التي تنخر الجلد تبعا للظروف المحيطة بها وانعدام شروط النظافة على مستواها، لاسيما تلك التي لا تضمن الاستحمام بأحواض فردية ويتم ذلك جماعة كما جرت عليه العادة. وهي كلها ظروف تساعد على حمل أمراض جلدية خطيرة أوصى المختصون في كل مرة على ضرورة تفادي تلك الظروف والتحلي بالحذر في مثل تلك الأماكن التي تعد سببا رئيسا في حمل أمراض بكتيرية جلدية تنتشر أعراضها بسرعة فائقة في عامة الجسم، ورأى مختصون أن الحمامات الفردية أو كما تعرف ب(الدوش) التي حلت محل الحمامات التقليدية التي تضاءلت في الآونة الأخيرة تعتبر أرحم من الحمامات الجماعية، وأن خطر عدوى بعض الأمراض يقل كلما كان استحمام الشخص يتم بصفة فردية خاصة وأن احتكاكه بمخلفات استحمام الآخرين وبمياههم ينعدم وبذلك تتلاشى الخطورة نوعا ما، على خلاف الحمامات التقليدية التي عادة ما يتم فيها الاستحمام بصورة جماعية وهناك مكمن الإشكال بالنظر إلى تلوث المياه التي يخلفها الاستحمام واحتمال احتكاكها بالآخرين ومن ثمة يكتسبون أمراضا جلدية خطيرة قد تكون عبارة عن احمرار تنجم عنه حكة شديدة وتنتشر تلك البقع في كامل الجلد عن طريق العدوى ونقلها باليد بواسطة الحك، ويوصي أطباء الجلد بضرورة الإسراع إلى مختص في الجلد مباشرة بعد ظهور تلك الأعراض لعدم تفاقم الوضع. ونتيجة تلك التخوفات ابتعد الكثيرون عن الحمامات الجماعية خاصة وأنها غير جائزة شرعا، إضافة إلى الشبهات وأعمال السحر التي باتت تطالها من كل جانب ودون هذا وذاك تحولها إلى بؤر لانتشار الأمراض الجلدية الخطيرة وصارت وجهتهم الحمامات الفردية أو الدوش كونه يضمن الحد الأدنى من المحافظة على الصحة. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين بغية رصد آرائهم حول تلك الحمامات فوجدنا أن منهم من استمر على التردد عليها لاسيما العجائز لشم رائحة زمان التي تعبق من تلك الحمامات التقليدية، لكن هناك من ابتعدوا عنها وأدركوا مخاطرها وكذا عدم جوازها من الناحية الشرعية.