تستعد العائلات الجزائرية الليلة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي اختلفت طريقة التحضير له من عائلة إلى أخرى من أجل إحياء هذه الذكرى في أجواء تملأها البهجة والفرح، إلا أن ارتفاع الأسعار ضيق على بعض الأسر عيشتها وجعلها تقلص من مشترياتها حسب ما يتماشى مع متطلبات الوقت الراهن وراتب الأسرة. ومن خلال خرجتنا الميدانية التي قادتنا إلى إحدى شوارع العاصمة من أجل رصد التحضيرات التي تقوم بها ربات البيوت لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف التقينا بمجموعة معتبرة من النساء وأخذن آراءهن حول الموضوع، وفي هذا الشأن عبرت لنا أغلبيتهن أن الاحتفال بالمولد النبوي ذكرى ولا بد أن تقام، ففطيمة البالغة من العمر 43 سنة عاملة بمحل لبيع الحلويات بباش جراح هذه المحلات التي تعرف انتشارا كبيرا بمختلف مناطق الوطن وبأحياء الجزائر العاصمة، حيث أفادتنا بقولها: (لقد باتت محلات بيع المرطبات والحلويات من بين الأماكن الضرورية بالنسبة لجميع الفئات في الفترة الأخيرة، خاصة مع اقتراب المناسبات ومنها الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وحاجة ربات البيوت لما يضعها بمظهر لائق أمام ضيوفها من أجل إحياء السهرة، حيث عرفت ارتفاعا محسوسا في أغلب محلات الحلويات المعروفة، إلا أن المواطنين البسطاء باتوا يبحثون عما يلبي حاجتهم ويتوافق مع دخلهم، وباعتبار أن محلنا متواجد بحي شعبي فإننا نضع حسابا للأشخاص المتوافدين على المحل حيث تكون الأسعار في متناول الجميع وبأسعار معقولة. تابعنا رحلتنا تاركين السيدة فطيمة وزبائنها متوجهين إلى حي آخر وبالضبط بشارع (باستور) اقتربنا من المحل إلا أن الأسعار كانت مختلفة، حيث تلتهب لهيبا يكوي جيوب المواطن البسيط الذي بات في الآونة الأخيرة حقلا للتجارب نتيجة القرارات التي تصدرها الجهات المسؤولة دون إمعان النظر في هذه الفئة التي أصبحت منهكة من كثرة ما تعانيه من تغيرات يومية في جميع ميادين الحياة، وفي هذا الشأن اقتربنا من البائع بالمحل حيث أرجع هذا الأخير سبب ارتفاع الحلويات التي تباع بمحله إلى استعماله لبعض المواد الغذائية باهظة الثمن، لتعطي قطعة الحلوى نكهة وذوقا يثير شهية زبائنه عند تناولها، حيث أكد أنه يصنعها من الحليب المركز إضافة إلى القشدة الطرية، مما يجعل الأسعار مرتفعة تصل إلى 100دينار وأكثر حسب نوع الحلوى، ليضيف أنه يتعامل مع زبائن دائمين يتوافدون على محله من أغلب الأحياء لأنه يحرص دائما على تلبية رغبة الزبائن ومتطلباتهم، ويزيد الحرص أكثر مع اقتراب المناسبات حيث أفادنا أنه يوجد لديه قوائم خاصة لصنع بعض أنواع الحلويات من أجل الاحتفال بالمولد النبوي. وفي نفس السياق أفادنا بعض المواطنين المتواجدين بالمحل برأيهم الخاص في الموضوع، حيث أفادتنا (سارة) التي كانت رفقة ابنتها الصغيرة البالغة من العمر 6 سنوات برأيها من خلال قولها: (أفضل شراء قطع الحلوى من هذا المحل كون صاحبه يحترم سبل النظافة في إعداد حلوياته، كما أنه يجيد صنعها مما جعلني أثق به كما أنني أفضل شراءها من هذا المحل بسعر مرتفع على اقتنائها بسعر بخس من المحلات الشعبية التي تحضرها بطرق غير عصرية وأحيانا نجدها تالفة عندما لا تحترم قواعد وشروط النظافة أو استعمال مواد منتهية الصلاحية، مما يعني التعرض للتسمم الغذائي خاصة مع اقتراب المناسبات وتزايد الطلب). من جهة أخرى ترى زميلتها أن الاحتفال بالمولد النبوي يستلزم تحضيرات خاصة لا تتعلق بالأكل فقط وملء البطون وشراء كل ما يباع بالمحلات، حيث ترى أن إشعال الشموع والاستمتاع بالمفرقعات وربط الحناء وغيرها إلى جانب المدائح الدينية والتهليل وتلاوة القرآن الذي يتبعه تحضيرات الشاي طوال السهرة شيء أساسي لا يجب الابتعاد عنه، كما تحتل (الطمينة) الطبق الأساسي في هذه المناسبة، حيث تعتبرها العائلات شيئا ضروريا في المنازل، كنوع من الكرم أو عادة توارثوها عن المجتمع الجزائري.