وزارة الفلاحة تتماطل في إمداد الموالين باللقاحات ومواد التطهير لمحاصرة الوباء بعد تسجيل ظهور أول بؤرة بتاريخ 21 نوفمبر المنصرم المنظمة الوطنية للمجتمع المدني تتهم بعض البيطريين بتلقي مزايا مالية مقابل اللقاحات ورئيس المفتشية ينفي نفوق عشرات الرؤوس ببلديتي جلال وبغاي في 48 ساعة الأخيرة صحراء النمامشة تسجل أكبر عدد من البؤر و أزيد من500 موال تحت الصدمة كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية خنشلة المقدم بلجوهر خالد خلال ندوة صحفية عقدها أمس الأول الخميس بمقر المجموعة عن دخول إجراءات مشددة حيز التنفيذ لمنع انتشار وباء الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة عبر ولاية خنشلة وذلك تنفيذا لتعليمات المصالح الإدارية ، كما كشف عن دخول قرار منع تنقل المواشي من منطقة إلى أخرى حيز العمل بعد انتشار الوباء ، من جهتها أعلنت المصالح المعنية عن تسجيل مزيد من البؤر بالولاية خاصة البلديات الجنوبية منها بلدية بابار و جلال و أولاد رشاش التي سجل بها في الساعات الماضية نفوق أكثر من 100 رأس ، في مقابل ذلك اتهمت منظمات المجتمع المدني البيطريين بتلقي مزايا من طرف موالين لتقديم اللقاح لهم في ظل ندرته و تماطل وزارة الفلاحة في إمداد الموالين والتي بدورها تنتظر دخول اللقاح إلى الجزائر لتوزيعه عبر المناطق المتضررة . حيث لا يزال الموالون ومربو رؤوس الماشية المقدر عددهم بالمئات عبر البلديات الجنوبية لوحدها من دون احتساب باقي الموالين في المناطق الشمالية والجبلية للولاية يتوافدون على مصالح مديرية الفلاحة يوميا مطالبين بنجدتهم والتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما بقي لديهم من أعداد رؤوس الماشية بعد أن تكبدوا خسائر فادحة منها بين 20 و 50 من المائة إلى حد الآن والأعداد في ارتفاع مستمر نتيجة وباء طاعون المجترات الصغيرة الذي ضرب المنطقة على غرار الموال ( ع ، بوجمعة ) الذي صادفناه وسط المحتجين لدى مصالح مفتشية البيطرة بمديرية الفلاحة بخنشلة الذي أكد أنه خسر أزيد من120 رأسا من الأغنام خلال أقل من 20 يوما ظل خلالها يستنجد يوميا بالبيطريين لدى المفتشية من أجل التدخل لإنقاذ ما بقي من قطيعه حيا باللقاح المضاد للطاعون دون أن يحظى بأية فرصة أو استجابة تحت مبرر عدم توفر اللقاح الخاص بهذا النوع من الأوبئة التي تصيب المجترات الصغيرة في انتظار استجابة الوزارة الوصية للمراسلات وتقارير النجدة المرسلة من مصالح المديرية منذ تسجيل ظهور الوباء لأول مرة عبر تراب ولاية خنشلة بمنطقة قارت في بلدية أولاد رشاش بتاريخ 21 نوفمبر المنصرم حسب مفتش مصالح البيطرة بمديرية الفلاحة التي سجلت نفوق 12 رأسا من الأغنام قبل ظهور نفس الحالة في بعض بلديات الولاية التلية على غرار بلديات ششار وبابار وجلال ، ليعم بعد ذلك معظم المحيطات الفلاحية في صحراء النمامشة بالمنطقة الجنوبية لولاية خنشلة ، أين خرجت الأمور عن السيطرة تماما في ظل عدم استجابة وزارة الفلاحة للمراسلات وطلبات النجدة التي لم توقف يوميا لإرسال الحصة الكافية من اللقاح ضد المرض ومن مواد التطهير اللازمة للسيطرة على هذا الوباء الذي لا يزال يفتك بالآلاف من رؤوس الماشية يوميا ما يهدد أزيد من 400 ألف رأس عبر الولاية للخطر الشديد ، فيما أوضح عدد من البيطريين في هذا الصدد أنهم عاينوا خلال خرجاتهم الأخيرة عشرات الخنادق في شكل مقابر مدافن جماعية للمئات من رؤوس الماشية النافقة بسبب الوباء. وأضاف المصدر من جهته أن مديرية الفلاحة قد باشرت بأولى إجراءات التدخل منذ الوهلة الأولى من التبليغ عن حالات نفوق جماعية لرؤوس الماشية في منطقة قارت ببلدية أولاد رشاش نهاية شهر نوفمير المنصرم من خلال أخذ عينات للتحليل وتبين أن الأمر يتعلق فعلا بوباء طاعون المجترات الصغيرة في بداية ظهوره ، وتم إسعاف الموالين في هذه المنطقة بالأعداد المتبقية لديها من لقاحات الأبقار كحل مؤقت في انتظرا الحصول على اللقاحات والأدوية ومواد التطهير اللازمة من وزارة الفلاحة حيث تم إخطارها وتم إرسال تقارير بتطور الوباء واتساع دائرته عبر باقي المناطق التلية ثم المحيطات الصحراوية تباعا لكن من دون جدوى إلى اليوم ما ينذر بارتفاع الخسائر المسجلة إلى حد الآن إلى أضعاف إذا لم يتم تدارك الوضع من قبل السلطات المركزية المعنية . بدوره المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني وترقية المواطنة وجه مراسلة شديدة اللهجة إلى جميع السلطات المحلية والمركزية المعنية حمل خلالها مصالح مديرية الفلاحة بخنشلة مسؤولية الارتفاع الكبير لحجم الخسائر في رؤوس الماشية بسب التماطل في تزويد الموالين باللقاحات المضادة لهذا الوباء في الوقت المناسب متهما بعض البيطريين بالحصول على مزايا مالية بلغت 12 ألف دينار لتقديم اللقاحات والأدوية اللازمة للموالين ، الشيء الذي ينفيه رئيس المفتشية جملة وتفصيلا .هذا وقد كشف مصدر ل آخر ساعة أنه سجل في 48 ساعة الأخيرة اكتشاف بؤر جديدة للوباء بالمنطقة الجنوبية خاصة ببلدية جلال التي تعرض الموالون بمنطقة توسيلت إلى خسائر فادحة في اليومين الماضيين ووصل عدد الرؤوس النافقة إلى حوالي 50 رأسا وببلدية بغاي تعرض موال أمس لخسائر كبيرة نتيجة ظهور الوباء وسط ماشيته ووصل عدد الرؤوس النافقة عنده إلى 80 رأسا . وفي انتظار استيراد و دخول اللقاح إلى الجزائر ظل الموالون يحفرون الخنادق العميقة لردم خسائرهم اليومية من رؤوس قطعان ماشيتهم في صمت.
