تمسك الجزائريون بمطالبهم المتعلقة بالتغيير الشامل ورحيل كافة رموز النظام السابق. وجابت مسيرات شعبية في الجمعة ال24 من عمر الحراك الشعبي شوارع العاصمة رغم التواجد الأمني المكثف. سليم.ف/ جمال. ب وبدت المظاهرات في العاصمة وعدة ولايات من الوطن في وقت مبكر من نهار امس للمطالبة برحيل ما تبقى من رموز نظام الرئيس المُستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، ورفض طريقة الحوار التي تقترحها السلطة وسط استمرار التعزيزات الأمنية بمحيط العاصمة. ومع ذلك ورغم حرارة شهر اوت تجمع المتظاهرون مبكرا في شارع ديدوش مراد وساحة أودان رافعين شعارات أعلنوا من خلالها رفضهم الطريقة التي سيدار بها الحوار. كما رفعت شعارات تطالب بالتغيير الشامل. وتدفقت حشود المتظاهرين عقب انتهاء صلاة الجمعة وردد المتظاهرون شعارات ورفعوا لافتات تطالب بتطبيق المادة 07 و08 من الدستور مع ضرورة مواصلة محاربة الفساد والمفسدين. وتزامنت المظاهرات التي عرفتها الجزائر أمس مع جملة من التطورات السياسية في علاقة برفض مطالب لجنة الحوار بتخفيف التدابير الأمنية على العاصمة ورفع الإجراءات الأمنية المشددة والإفراج عن نشطاء الحراك الشعبي، برغم تهديد هيئة الحوار الوطني بتعليق عملها والاستقالة من مهامها في حال عدم تنفيذ السلطات للتدابير المطلوبة.وكانت هيئة الحوار قد تراجعت عن استقالتها برغم تقلص عدد أعضائها إلى أربعة، بعد استقالة اثنين من أعضائها، بسبب رفض السلطة تنفيذ إجراءات التهدئة.وياتي ذلك في وقت لا زال الطابع السلمي الذي يميز الحراك الشعبي ل22 فيفري الذي يعد حدثا غير مسبوق منذ استقلال الجزائر سنة 1962، يثير اهتمام الصحافة الدولية من بينها نيويورك تايمز.واوضحت الصحيفة في مقال لها ان «هذه الثورة غير المسبوقة و بدون اراقة قطرة دم واحدة، قد تكون فريدة من نوعها في العالم العربي» نقلا عن متظاهرين و محللين جزائريين.واضافت ذات الوسيلة الاعلامية نقلا عن الوزير و السفير السابق عبد العزيز رحابي ان المظاهرات الشعبية التي جرت خلال الاشهر الاخيرة في الجزائر يمكن ان تصبح مثالا للتغيير الشامل في المنطقة.واوضح هذا الاخير «انه لا يوجد مثيل لها في العالم العربي».كما صرح للنيويورك تايمز ان «ما عشناه خلال خمسة اشهر لم يشهده العالم العربي خلال 40 سنة».كما اكدت الصحيفة ان الجزائريين «فخورين» بما حققته الثورة الهادئة حتى الان» و لا يزالون «واثقين» بالمستقبل. واشارت النيويورك تايمز في الاخير الى ردود الفعل السلمية التي ابدتها قوات الامن امام المتظاهرين متفادية بالتالي المواجهات الدموية. فيما تواصلت المسيرات الشعبية السلمية للجمعة ال23 على التوالي بقسنطينة على غرار باقي ولايات الوطن، حيث أبدى المتظاهرون تمسكا بمطلب التغيير الجذري ورحيل جميع رموز النظام السابق. ومثلما جرت العادة، لم تمنع الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة المتظاهرين من الولوج إلى الأماكن التي دأبوا على ارتيادها خلال الجمعات الفارطة للتعبير عن مطالبهم، لاسيما على مستوى الفضاءات المحاذية لساحة وسط المدينة، وقد جاءت مطالب الحراك الشعبي لهذه الجمعة متفاعلة ومسايرة لما تشهده الساحة السياسية من مستجدات، وهذا غداة استقبال رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، لفريق الشخصيات الوطنية المدعوة لقيادة الحوار الوطني الشامل، وفي رد فعلهم على هذا المسعى، اشترط متظاهرون الشروع في الحوار ب»رحيل حكومة نور الدين بدوي»، فيما أعرب آخرون «رفضهم» لهذه الخطوة، في سياق متصل، رفع المتظاهرون لافتات وشعارات اعتادوا على إبرازها في كل جمعة للتعبير عن مطالبهم في بناء جزائر جديدة تسودها العدالة والحرية والإنصاف وتسير شؤونها كفاءات مشهود لها بالنزاهة، من بينها «جيش شعب خاوة خاوة»، «سنواصل الحراك حتى تتحقق مطالبنا»، «رحيل رموز نظام بوتفليقة»، «إطلاق سراح معتقلي الحراك» وكذا المطالبة ب»تحرير الصحافة»، على صعيد آخر، جاءت مطالب المتظاهرين خلال مسيرات الأمس، وعلى غرار الجمعات الماضية، متفاعلة مع التحقيقات التي باشرتها العدالة منذ مدة في حق العديد من المشتبه في تورطهم في قضايا ذات صلة بالفساد من مسؤولين سابقين وحاليين ورجال أعمال، حيث تم رفع العديد من اللافتات المنادية بمحاربة الفساد ومحاسبة ناهبي المال العام مع التشديد على ضرورة استرجاع أموال الشعب.