شهدت ولاية عنابة تنامي ظاهرة الاحتجاجات من طرف المواطنين في جميع الميادين وخاصة المطالب الاجتماعية المتعلقة بطلبات السكن والعمل ما زعزع الاستقرار على مستوى الولاية خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد حاليا والحراك الشعبي فالمواطنون أصبحوا يخرجون للتعبير عن مطالبهم المشروعة والدفاع عن حقوقهم المهضومة من طرف المسؤولين المحليين وهذا كله بسبب رفض المسؤولين استقبال المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم وعدم وصول الشكاوى إلى المسؤول الأول على مستوى الولاية «توفيق مزهود» والي الولاية الذي في كل مرة يشدد على كل الجهات التنفيذية على ضرورة التقرب من المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم والتمكن من حل تلك الانشغالات خاصة أن هناك مشاكل محلية بإمكان رؤساء البلديات أو رؤساء الدوائر وحتى المدراء التنفيذيين الذين ضربوا تعليمة الوالي القاضية بضرورة استقبال المواطنين في يوم الاستقبال «يوم الاثنين» والاستماع لانشغالاتهم وإن كانت مشاكل محلية وبسيطة يمكنهم حلها على الفور ولكن المواطن يجد نفسه مضطرا للخروج إلى الشارع بعد غلق المسؤولين لأبوابهم ورفضهم استقبالهم وهذا بالرغم من تعليمات الوالي في كل مرة وكان آخرها خلال لقاء تنصيب الوالي المنتدب لمنطقة ذراع الريش حيث شدد على المسؤولين المحليين بمن فيهم رؤساء البلديات والدوائر والمدراء التنفيذيون على ضرورة استقبال المواطنين وخاصة يوم الاثنين للاستماع لانشغالاتهم وهذا منذ حوالي 15 يوما ولكن المسؤولين لم يقوموا بتنفيذ التعليمة في كل مرة وكانت لهجة الوالي شديدة ضدهم وتم إخبارهم بأنه في كل مرة سيتنقل شخصيا إلى مكاتبهم وللحضور لاستقبالهم ولكن كل هذا ما زال المسؤولون مصرون على عدم استقبال المواطنين وحتى الصحافيين وإن تم الاستقبال يتم من طرف نواب المواطنين الذين بدورهم يقومون بتحرير الانشغال ووعدهم بإيصال انشغالاتهم لتبقى مجرد حبر على ورق ولا تصل إلى الجهات المعنية وبهذا تتفاقم الأوضاع والانشغالات والمشاكل للمواطنين الذين لم يجدوا الأبواب مفتوحة وخاصة في الوضع الراهن للبلاد وبالتالي تحولت مدينة عنابة خلال الفترة الأخيرة إلى مدينة الاحتجاجات بقوة وتقريبا تشهد احتجاجات عارمة أمام مقر الولاية ومقرات الدوائر للمطالبة بتسوية وضعيتهم تجاه السكن ومطالبة الشباب البطال لعقود العمل أمام مقر الولاية ومقرات مديريات التشغيل بعنابة هذا الوضع جعل المواطنين يلجؤون إلى الشارع للمطالبة بحقهم سواء في العمل أو السكن أو بعض الانشغالات الأخرى كما أن السبب وراء تفاقم الوضع هو رفض المسؤولين المحليين استقبالهم والاستماع إلى انشغالات المواطنين وهذا بالرغم من توصيات الوالي على اعتبار أن الوالي لا يمكنه الاهتمام بكل المشاكل فهناك مشاكل يتم حلها على مستوى الإدارات المحلية وفي حالة إيجاد حلول يتم تحويل الطلب إلى السلطات الولائية وإلى الوالي للنظر في القضية.