وقفت “آخر ساعة” أمس على عدم التزام شريحة من سكان مدينة عنابة بالبقاء في بيوتهم للوقاية من فيروس كورونا الذي يبدو لا يتعاملون معه جدية ويستخفون به من خلال التجمع في أسواق الخضر والفواكه دون الحرص على سلامتهم. قامت “آخر ساعة” أمس بجولة وسط مدينة عنابة وذلك للوقوف على مدى التزام سكان هذه الأخيرة بالحجر الصحي الذي دعت له الجهات الوصية منذ أيام في إطار التوفي من فيروس كورونا ونظرا لعدم التزام شريحة واسعة من العنابيين بهذه الإجراءات في البداية، قرر الوالي إغلاق مداخل ومخارج المدينة للحد من تنقل المواطنين، حيث تزامن ذلك مع توقيف وسائل النقل العمومية وهي الإجراءات التي أجبرت النسبة الأكبر من سكان عاصمة الولاية على ملازمة منازلهم وهو الأمر الذي وقفت عليه “آخر ساعة” أمس، فجل المحلات التجارية مغلقة ما عدى تلك المختصة في بيع المواد الغذائية بالإضافة إلى الصيدليات، خصوصا وأن مصالح الأمن تسهر على ضمان عدم فتحها، أما بخصوص الصيدليات، فوقفنا خلال جولتنا على صيدلية في أحد الشوارع الرئيسية وسط المدينة لجأ صاحبها إلى غلق نصف بابها الرئيسي للحيلولة دون دخول من يريد شراء الدواء إلى داخل الصيدلية وذلك لتفادي احتمال حدوث اكتظاظ داخل الصيدلية. أغلب الأكشاك مغلقة رغم السماح لأصحابها بممارسة نشاطهم من بين المحلات التجارية التي تم السماح لأصحابها بمواصلة ممارسة نشاطهم التجاري هي الأكشاك التي وجدنا خلال الجولة التي قمنا بها بأن أغلبها مغلق على غرار كشك ساحة “جورج إسحاق” (ألكسيس لومبير سابقا)، أكشاك حي “لاكولون” وغيرها من الأكشاك الأخرى التي غطت على غياب نشاطها الأكشاك المتواجدة على مستوى ساحة الثورة التي تواصل العمل يوميا بصفة يوميا وحسب ما وقفنا عليه فهي تعرف إقبال عادي من الزبائن خصوصا لشراء التبغ والجرائد، في الوقت الذي اختار فيه أصحاب هذه الأكشاك اتخاذ تدابير وقاية لحماية أنفسهم من إمكانية انتقال العدوى إليهم من أحد الزبائن وذلك من خلال وضع الكمامات ولبس القفازات، خصوصا وأن أغلب الزبائن الذين لا يقتربون من هذه الأكشاك لا يضعون هذه الأخيرة. اكتظاظ كبير أمام البنوك ومسافة الأمان في خبر كان مظاهر عدم احترام مسافة الأمان والتوقي من إمكانية العدوى بفيروس كورونا وجدناها أولا أمام البنوك وخصوصا وكالات القرض الشعبي الجزائري، حيث كان هناك اكتظاظ أمام مداخلها من قبل الزبائن الراغبين في سحب أجرهم الشهرية دون أن تتخذ البنوك الإجراءات اللازمة التي من شأنها دفع الزبائن لاحترام مسافة الأمان على غرار ما قامت به مؤسسة “بريد الجزائر”بعنابة قبل أيام من خلال الاستنجاد بالجمعيات والمتطوعين لتنظيم عملية سحب المتقاعدين لمعاشاتهم ووضع أشرطة لاصقة على الأرض تحدد المكان الذي يجب على كل زبون الوقوف فيه، أما الخطر أمام البنوك فكان كبير حتى لو أن فئة قليلة من زبائن اختارت الوقوف بعيدا إلى حين تراجع عدد الزبائن والدخول بعدها للقيام بمعاملاتهم. الطامة الكبرى في السوق المركزي وسوق الحطاب إذا كانت شوارع، أنهج وأزقة وسط مدينة عنابة شبه فارغة والحركة فيها شبه منعدمة، فإن صدمتنا كانت كبيرة بمجرد اقترابنا من السوق المركزية للخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء، حيث وقفنا على اكتظاظ كبير للزبائن انطلاقا من مدخل السوق كما هو الحال في الأيام العادية، بل الأكثر من ذلك، فإن المشهد الذي وقفنا عليه من عدم احترام مسافة الأمان يعتبر عادي مقارنة بتبادل الزبائن الذين كانوا هناك للقبل والمصافحة وكأنهم لم يسمعوا بشيء اسمه فيروس كورونا أو أنه انتشاره حدث في دولة أخرى وليس الجزائر، فالحديث عن هذا الفيروس حاضر فقط في نكتهم ومن يحاول نصيحتهم يردون عليه باستهزاء أو ربط الأمر بالقضاء والقدر، رغم أن الله جل جلاله قال في محكم التنزيل “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، بعدها انتقلنا إلى سوق “الحطاب” وكان المشهد مشابه لذلك الذي وقفنا عليه في السوق المركزي، حيث كان اكتظاظ وفوضى كبيرين وكأن فيروس كورونا لا يصيب من يدخل هذا السوق الذي قلت فيه الحركة بشكل كبير في منتصف النهار وفي الفترة المسائية وهذا الوضع يؤكد على ضرورة اتخاذ الجهات الوصية بعنابة الإجراءات اللازمة لدفع الفئة المستهترة بإجراءات الوقاية إلى احترامها وذلك من خلال عملية الدخول والخروج إلى السوق.