لم تعد أرقام اصابات كوفيد 19 بولاية باتنة متحكم فيها، من جراء انتشار فضيع للوباء بها، وبات احصاء الناجين منها أسهل بكثير من احصاء المصابين، خصوصا وان الوضع خرج عن السيطرة، الذي ساهم في انتشاره عديد الاسباب والعوامل، جاء في مقدمتها عدم الالتزما بقواعد وتدابير الحجر المفروض، وبات الناس يمارسون حياتهم بصفة عادية، هذا ناهيك عن الاعراس والجنائز التي لم يمنع انتشار الوباء من حضورها خصوصا خلال الايام الماضية، تلاها تهاني العيد وتبادل الزيارات. ورغم ان الارقام الحقيقية للوباء تضاهي بكثير المعلن عنها بأضعاف المرات، غير ان تمسك المواطنين بهذه الارقام خلق نوعا من الطمأنينة في نفوسهم وجعلهم يرتاحون من فيروس تاجي لطالما ارعب العالم ولم يتم التخلص منه حتى بكبريات الدول واقواها اقتصاديا، اذ لم يفرق الوباء العالمي هذا بين فقير او غني، صغير او كبير، وبات معروفا عالميا بأعراضه وعواقبه التي سجلت ألاف الوفيات عاليما، ومنها الجزائر التي فاق بها عدد الوفيات ال 1000 حالة، من ما يزيد عن 200 حالة وفاة بولاية باتنة لوحدها مات اصحابها تأثرا بالفيروس بسبب معاناتهم المسبقة بأمراض مزمنة في الغالب، ساهم الفيروس في تعجيل قدرهم، غير ان البعض يرى في التكم عن الاصابة به فضيحة واستحياء ان يذيع خبر الاصابة، حيث ساهم التستر هذا في انتشار المرض في صمت بولاية باتنة، وعبر عديد مناطقها، اذ لا يسمع باصابة الاشخاص الا بعد الوفاة، وهو ما حدث في عديد المرات، منها بمنطقة البراولة التابعة لبلدية وادي الماء، التي تستر مصابوها عن تعرضهم للوباء الامر الذي ادى الى فقدان 07 أشخاص منهم 03 وفيات بالمنازل رفض ضحاياها التنقل الى المستشفيات لتلقي العلاج واعتماد الاستشفاء التقليدي عن طريق الاعشاب وغيرها التي تستعمل في نزلات البرد والانفلونزا الموسمية، كما ان معظم سكان هذه المنطقة قد اصيبوا بالفيروس، وهو نفس الحال بعديد مناطق الولاية على غرار مروانة، بريكة التي اصيب بها عدد من المواطنين بكوفيد 19 بدرجات متفاوتة الخطورة، اغلبهم لم يتنقلوا الى المصحات لتلقي العلاج اللازمة، وفضلوا الابقاء على انفسهم بمساكنهم دون اعلان اصابتهم وهو ما وسع من دائرة تفشي الوباء وعدم المقدرة على التحكم فيه، وكأن الامر بات يتعلق بفضيحة اخلاقية لا يمكن البوح بها رغم عاليمة الفيروس وخطورته. هذا في الوقت الذي لم تستوعب فيه الاسرة التي تتوفر عليها المستشفيات عدد الاصابات اليومية، في مقابل عدم استيعاب المخبرين المعتمدين بولاية باتنة لكمية العينات الواردة اليها لاجراء التحاليل امام النقص المجسل في المادة الكاشفة التي جعلت العينات تتراكم وتفوق ال 1500 عينة منذ ما يزيد عن ال 20 يوما، منها أزيد من 800 عينة تعنى بولاية باتنة لوحدها، في مقابل تناقص وتهاوي الارقام المعلن عنها لدى الوزارة الوصية ممثلة في لجنة متابعة ورصد تفشي فيروس كورونا، رغم ان الواقع مغاير تماما لما يتم تداوله.