يشتكي العديد من الأولياء بمدينة عنابة من استمرار غياب لقاحات الأطفال منذ شهر سبتمبر الماضي خاصة لقاح "الحصبة" و "الالتهاب الكبدي" التي تدخل في إطار البرنامج الوطني للتلقيح ،وهو ما قد يتسبب حسبهم في إضعاف مناعة اطفالهم وتعرضهم للإصابة بأمراض معدية قد تكون خطرا على صحتهم ، كما ستتسبب في ظهور موجات وبائية للحصبة و التهاب الكبد الذي قضت عليه الجزائر منذ سنوات،وطالب هؤلاء السلطات بالتحرك بشكل مستعجل لتوفير الجرعات اللازمة وتدارك التأخر المسجل في تطبيق البرنامج ،وقد كشف عديد الأولياء أن مختلف الهياكل الصحية بعنابة تعرف ندرة في عدد من اللقاحات منذ فترة، و يتعلق الأمر حسبهم، بلقاح الحصبة والالتهاب الكبدي عند الأطفال مابين عام ونصف وعامين،و حذر الاولياء في تصريح لآخر ساعة من خطورة استمرارية الندرة لمزيد من الوقت،على اعتبار أن ذلك سيتسبب حسبهم في ظهور موجات وبائية لأمراض كالحصبة و بوحمرون و عودة انتشار مرض الشلل الذي تخلصت منه الجزائر بفضل برنامج التلقيح، وأشاروا إلى أن برنامج التلقيح ليس ظرفيا بل مستمر و يبدأ مع كل ولادة حديثة في مصلحة الولادة ، قبل تحويل الرضيع إلى أقرب مصلحة لرعاية الأم و الطفل للتكفل ببرنامج تلقيحه.وأكدوا ، أن تأخير اللقاح لمزيد من الوقت بإمكانه تشكيل مضاعفات صحية للأطفال خاصة أن صحتهم تتطلب ضرورة تدعيم المناعة لديهم لحمايتهم من الأمراض وتخفيف بعض التعقيدات لدى الإصابة وهذا يمر حتما عبر برنامج التلقيح. وعن أسباب الندرة ،فقد ارجعته مصادرنا إلى أن الوضع الصحي الوبائي الحالي،يكون قد عقد من عمليات استيراد اللقاحات بسبب الإجراءات المتعلقة بالنقل و استنفار طاقات الشركات المنتجة للقاحات إلى تصنيع لقاحات ضد كوفيد 19،في ذات السياق فإنه رغم أن عدد حالات الحصبة المبلّغ عنها في عام 2020 يقل عن عددها في العام الذي قبله، إلا أن الجهود الضرورية التي تُبذل للسيطرة على كوفيد-19 أدت إلى تعطيلات في تقديم اللقاحات وكبَحتْ الجهود الرامية إلى منع حالات تفشي الحصبة وتقليصها إلى الحد الأدنى. ولغاية نوفمبر الماضي كان أكثر من 94 مليون شخص معرضين لخطر خسارة اللقاحات بسبب تعليق حملات التحصين ضد الحصبة في 26 بلداً. وتعاني العديد من هذه البلدان من حالات تفشٍ جارية للمرض. ومن بين البلدان التي أجّلت حملات التحصين المقررة في عام 2020، استأنف ثمانية منها فقط حملات التحصين بعد التأخيرات الأولية وهي إثيوبيا، والبرازيل، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال، والفلبين، ونيبال، ونيجيريا.