استغرقت الاحتجاجات التي نظمها أمس عشرات المواطنين بمدينة عين التوتة التابعة لولاية باتنة، عدة ساعات، حيث قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ولايتي باتنة وبسكرة، في شقه المار ببلديتهم، وذلك احتجاجا منهم على الوضع المتأزم الذي يعيشه مرضى الفيروس التاجي بالمؤسسة العمومية الاستشفائية لعين التوتة من جراء نفاذ مخزون الاوكسجين، وهو الامر الذي جعل القائمين على المستشفى يرفعون نداء استغاثة للمواطنين الحائزين على قارورات اوكسجين تزويد المؤسسة بها لانقاذ حياة المرضى، الذين توفي منهم ما لا يقل عن 03 أشخاص صبيحة أمس، وطالب المحتجون خصوصا من ذوي المرضى السلطات المعنية وعلى راسهم والي ولاية باتنة التدخل العاجل لتوفير هذه المادة الهامة وانقاذ ارواح المرضى، الذين يتواجدون في وضع لا يحسدون عليه، امام التزايد المسجل في عدد الاصابات بالمؤسسة الاستشفائية وحاجتهم الى مادة الاوكسجين الطبي، هذا في الوقت الذي تشهد فيه عديد المؤسسات الاستشفائية تذبذبا في توفر الاوكسجين، على غرار مستشفى بريكة الذي قارب المخزون المتوفر عليه على النفاذ، ومستشفيات اخرى يعاني مرضاها من وضع صحي كارثي من جراء نقص الاوكسجين، وسط رحلة بحث حقيقية لذوي المرضى في توفيره اينما كان ومهما كانت أسعاره، في وقت يناشد فيه المحتجون والي الولاية التدخل والتحرك لانقاذ الارواح باعتباره المسؤول الاول بالولاية ومن واجبه توفير هذه المادة ودعم المؤسسات الصحية بها، رغم ان الوضع بات وطنيا والأزمة أخذت في التعقيد وعشرات الموتى يدفنون يوميا بسبب نفاذ الاوكسجين. وقد استغرق الاحتجاج عدة ساعات تم من خلالها منع المركبات من المرور، وطالب المحتجون الجهات المعنية بالتدخل العاجل، وعلى رأسهم والي الولاية في اتخاذ الاجراءات اللازمة وانقاذ حياة المرضى بمستشفى عين التوتة، كما طالبوا برحيله رفقة مدير الصحة والسكان لولاية باتنة، بعد ما وصفوه بفشلهما الذريع في تسيير الازمة الصحية هذه وتوفير ما أمكن من مادة الاوكسجين، هذا من أحد نواب البرلمان عن ولاية باتنة المنتخبين حديثا، وبغرض ابراء ذمته امام مواطني مدينة عين التوتة الغاضبين من الوضعية التي شهدتها المؤسسة طيلة نهار امس الاول، ووسط نداء الاستغاثة الموجه للمواطنين الحائزين على قارورات الاوكسجين الاسراع بها لانقاذ الاوراح، غرد في صفحته على الفايسبوك انه كان متوقع الوصول الى النتيجة هذه منذ يوم الجمعة الفارط، مضيفا انه قام منذ السبت الماضي بعديد المحاولات للاتصال بالمسؤولين المباشرين بخصوص توفير الاوكسجين لكن دون جدوى، كما انه قضى ليلة بيضاء مع ادارة المستشفى ومجموعة من الخيرين في محاولة منه دق ناقوس الخطر في مقر الولاية دون نتيجة ما ادى الى النفاذ التام للاوكسجين وتسجيل وفيات في صفوف المرضى، وهي حالة الغضب والاحتقان التي عاشتها مدينة عين التوتة في وضع كارثي أثبت الفشل في تسيير الازمة واتخاذ الاجراءات اللازمة لانقاذ الارواح، وبات الكل يتهم الجهات المسؤولة على تسيير الولاية في تقاعسها لانقاذ الوضع. وهي الازمة التي تشهدها عديد المستشفيات خاصة وان ملف الاوكسجين من اختصاص الوالي بعد ان اوكلت المهام للولاة بخصوص توفير الاوكسجين.