سجلت مصالح الغابات لولاية باتنة منذ بداية موسم الاصطياف، ما يزيد عن 100 تدخل لأاجل اخماد حرائق مختلفة، هذا فيما بلغ عدد الحرائق الفعلية لهذا الموسم حسب ما أفاد به محافظ الغابات لولاية باتنة عبد المؤمن بولزازن لآخر ساعة 10 حرائق التي سجلت خسائر فاقت الهكتار من المساحة المحترقة، اتت في مجملها على ما مساحته 96 هكتار من الغطاء النباتي، فيما كان اخطرها واكبرها على الاطلاق حريق غابة كيمل التي تعد رئة ولاية باتنة لكثافة غطائها النباتي وتنوعه، حيث التهمت منها الحرائق منذ عدة شهور من تسجيل الحريق 20 هكتارا من مختلف انواع الاشجار والنباتات، فيما سجل حريق آخر ببلدية تيلاطو والذي أتى على مساحة 52 هكتار من الحلفاء. هذا فيما مكن التواجد الميداني لاعوان الغابات والحماية المدنية المستمر في الميدان تحسبا لأي حريق محتمل، من تجنب كوارث وسط جهود معتبرة تقوم بها هذه المصالح وفق عمل مشترك ومنسق في الميدان، على أن تستمر هذه الجهود إلى غاية بداية شهر سبتمبر الذي تعرف فيه درجات الحرارة انخفاضا محسوسا وكذا تغيرا في الظروف المناخية التي في العادة تكون مرفوقة بأمطار رعدية وهو ما يساهم في التحكم اكثر في الحرائق التي يحتمل نشوبها، وكشف محافظ الغابات لولاية باتنة ان الاجراءات المتخذة خلال الموسم الجاري حالت دون تسجيل حرائق خطيرة، من خلال تسخير كافة الامكانات المادية والبشرية اللازمة، ومن ذلك وضع حوالي 20 فريقا للتدخل ليلا متواجدين بالمناطق الحساسة ضمن مخطط وقائي تم تطبيقه هذا الموسم والذي أعطى نتائج كبيرة في الميدان بمرافقة مصالح الحماية المدنية التي لم تتوان لحظة في التدخل لاخماد مختلف الحرائق التي شهدتها الولاية مسخرة امكاناتها المادية والبشرية اللازمة، ومن ذلك تدخل عدد من وحدات الحماية المدنية لولايات مجاورة وكذا الاستعانة بطائرة اخماد الحرائق لاطفاء نيران غابة كيمل. ونوه ذات المتحدث بدرجة الوعي الكبيرة لدى المواطن من خلال غرس ثقافة التبليغ عن مختلف الحرائق، أو مشاهدة دخان وكذا الاتصال عن كل تحرك مشبوه لمحاولات اشعال النيران للشباب مرتادي الغابات والجبال وما يقومون به من جلسات شواء، حيث تتلقى المصلحة يوميا عشرات الاتصالات عبر الرقم الأخضر للتليغ عن مختلف هذه الحرائق او ما يؤدي اليها حتى قبل وقوعها، وهو ما ساهم بشكل كبير في التصدي لها. عبد المؤمن بولزازن صرح أن مصالحه قد استعانت من خلال مخططها الى الأعوان المؤقتين البالغ عددهم 82 عون مؤقت تم توزيعهم على كامل تراب الولاية، معرجا في ذات السياق الى الامكانات المتاحة لولاية باتنة والتي تبقى قليلة مقارنة بمساحة الولاية البالغة 326 ألف هكتار والتي تحتاج الى عدة وعتاد كبيرين، هذا يضاف الى تصنيف الولاية أذ أكد أنه لا يمكن ان تصنف مع بعض ولايات الشمال باعتبارها اكثر حساسية سواء من حيث المساحة الكبيرة التي تتطلب تصنيفها وحدها كحالة استثنائية، تسمح بالاستفادة من من الامكانيات التي لا تقارن بولايات مجاروة كولاية ام البواقي او عنابة وسوق اهراس من حيث المساحة الغابية بتموقعها على مشارف الصحراء ما يجعل منها منطقة جد حساسة الى جانب الغطاء النباتي الكثيف وجد الحساس المشهور بالخصوص بأشجار الصنوبر الحلبي المعروف بسرعة اشتعاله، وقد اعتبر ذات المتحدث التصنيف الحالي للولاية هو اجحاف في حقها وأن مصالحه ترافع مع السلطات على المستوى المركزي لاجل تصنيف الولاية ضمن الولايات الاكثر عرضة للحرائق وبالتالي امدادها بامكانيات خاصة مادية وبشرية تسخرها كل موسم حر لضمان حماية ثروتها الغابية المتنوعة والكثيفة وكذا الممتدة على مساحات شاسعة.
