قدم الناخب الوطني المستقيل كريستيان غوركوف صورة سوداوية عن كرة القدم الجزائرية، موجها انتقادات لاذعة لمسؤوليها، مميطا اللثام عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لمغادرة الخضر، مشيرا إلى أنه لا يريد خسارة المزيد من الوقت في الجزائر. وصرح غوركوف في حوار ليومية ليكيب الفرنسية أمس أن الهدف الأول لقدومه إلى الجزائر كان الإشراف على المنتخب الأول، إضافة إلى المساعدة على تطوير الكرة الجزائرية "مثلما فعلت مع لوريون، غير انه لم تتوفر الظروف لذلك، لأنه على مستوى الأندية، تسير الأمور بشكل معقد جدا، حيث اكتشفت محيطا عنيفا في الملاعب وغيابا تاما للتكوين في الأندية، لقد كنا نجتمع بمدربي الدرجة الأولى، لكن بعد أسبوعين كان نجد نصف عددهم بطالا، هذا ما صعب علينا تنظيم هذا العمل، إذن فهذا الجانب من مهمتي لم يتم تحقيقه بنجاح". وانتقد غوركوف وسائل الإعلام الجزائرية، لما أضاف "لقد كانت هناك أمور منحرفة تماما على المستوى الإعلامي، فالإعلام والحيلة شكلا كوكتالا بالرغم من هذا الأمر لا يحدث إلا في الجزائر، ففي فصل الخريف السابق كان هناك نوع من قطع العلاقة معهم ولقد كنت عرضة للنتائج لأنني لم أكن أبقى في الجزائر العاصمة، حيث كنت آت للجزائر سوى وقت التربصات". الخضر تطوروا ورحيلي كان ضربة مؤلمة وتنبأ التقني الفرنسي بمستقبل واعد للخضر "المنتخب تطور مؤخرا فهو فريق يمتلك الموهبة ومنسجم جدا في الجانب الإنساني والعلاقات بين اللاعبين وكذا في تطبيق كل الأوامر في التدريبات، لقد كان ذلك أمرا رائعا، لكن للأسف لم أكن متاحا لي تدريبهم سوى ثلاث مرات في التربصات وأنا الذي اعتدت على التدريب كل يوم طيلة 25 عاما، فرحيلي كان ضربة مؤلمة، لأنه كانت مشاعر قوية بيني وبين اللاعبين سواء من الجانب الإنساني أو الرياضي، فمن هذا الجانب أعتبر هذه الخطوة خسارة، لكننا لا نستطيع معارضة محيط كامل، وكما قلت للاعبين بعد التربص، عودوا ليومياتكم مع أنديتكم". وأضاف مدرب لوريون الفرنسي السابق "صرت ابلغ من العمر 61 عاما وليس لدي الوقت لأضيعه، هدفنا كان الوصول والتأهل لكأس العالم 2018، وهذا ما سيكون بعد سنتين، حينئذ سأبلغ من العمر 63 عاما، وهذا ما شكل لي ضغطا كبيرا لأنه كان يتبين لي أن هذا الموعد صار بعيدا جدا، وبالرغم من أن العلاقات الإنسانية كانت مميزة لأن الكثير من الناس حساسون جدا في موضوع كرة القدم بهذا البلد، ففي الجزائر يوجد انعكاس بين هذا الغناء الإنساني الذي يعيشونه كل يوم والعنف الموجود في كرة القدم، فكرة القدم الجزائرية صارت رهينة". غادرت المنتخب الجزائري لكي أكون متاحا للعمل اليومي وبخصوص مستقبله التدريبي قال غوركوف "أنا حر حاليا، وهو ما لم يحدث معي طيلة مشواري، ومن الواضح أنني تركت المنتخب الجزائري لكي أكون متاحا للعمل اليومي، الآن يوجد مدربون يعملون مع الأندية ويجب احترامهم، لقد عملت طويلا في لوريون وكان الكثيرون يظنون أنني لن ارحل عن الفريق، لكن ذلك حدث". أما بخصوص نوع التحدي الذي يريده، أضاف"لا اهتم سوى بالفريق وكذا بحب التدريب، قد أدرب فريقا من الدرجة الثانية إذا وجدت تحدي مهم، وما قمت به مع لوريون لن أقوم به مجددا، لقد تركت الجزائر فقط لأنني أرغب أن أكون بنسبة 100 بالمئة مع الفريق وليس 30 بالمئة فقط، لا أضع حدودا في عملي، أنا أبحث فقط على محيط يناسبني، فأظن أنه لكي تكون جيدا يجب أن تكون سعيدا، لقد كنت محظوظا طيلة مسيرتي ان يتم تسريحي كلما رغبت في ذلك، قد يكون ذلك ضد مصالحي لأن المنتخب الجزائري قادر على تحقيق شيء ما في المونديال بعد عامين، لكن بالنسبة لي يبقى الأهم أن أحس نفسي جيدا يوميا وهو الأهم".