ما كنت أنوي التطرق إلى ما صدر عن الفضائحيات المصرية لرابع مرة وبالمقابل مقدرة الجزائر على ضبط النفس وعلى التمسك بعرى الأخوة والصداقة الجزائرية - المصرية . لكن اتصالي بأسرة الدورية الإعلامية- منبر الأمة الحر - الأردنية المنشأ، العربية التوجه غيّر مجرى موضوعي هذا واضطررت أن أدرج بعضا من شهاداتهم المتعلقة بآثار نتائج فوز الفريق الجزائري عن الفريق المصري بأم درمان السودانية والتي ألحوا على الإدلاء بها ولو عن طريق الهاتف . أنتم الذين علمتمونا كيف ندافع عن الأمة، وكيف نحتضنها، أنتم الذين علمتمونا كيف نمتص الغضب، أنتم من علمنا القيم وعلمنا الشهادة. أنتم الذين أكدتم مجددا أنكم لا تخدشون كرامة الأمة العربية، بالرغم من أنه فرض عليكم موقف الند للند، لمّا أسيء إلى نشيد الشهادة »قسما« وإلى حرق الراية - راية الشهداء، فكنتم كعادتكم سابقون في القيم والأخلاق، كنتم قدوة في الرجولة وفي الثبات. ما أكبركم شعب وما أقدسكم، وحدكم لكم مؤهلات قيادة الأمة، بخاصة وأن من كان يتغنّى بهذه القيادة عرفنا أنه كان يفتقد إليها من زمان، منذ غياب جمال عبد الناصر رحمه الله . إن الأمة في حاجة ماسة إلى حكمة رئيسكم وتبصره ورباطة جأشه وحكمة تدبره حتى بلطجيوكم ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية وفي الانضباط. لقد كنتم في علياء تجاه ما كانت تقوم به الفضائحيات المصرية التي أثبتت بجدارة مدى انحطاطها وسقوطها في هوة الرذيلة والتعصب ، وهي التي أثبتت أن زعامتها زائفة، وأن كبرها مجرّد - بالونة- لا تفتأ تفش فتنكمش لمجرّد مداعبة نسمة هواء فانكشفت عورتها واكتشف العالم مدى صغرها وعرف العرب مدى ضحالتها وأن ما كان يعرف على مصر حولوه إلى زيف وحيف ونفخ في رماد . كنا نأمل ممن قالوا عنها أنها »أم الدنيا« وخاصة القومية العربية، أن تستقبل أي عربي دون تأشيرة للدخول وأن يكون لها شعور قوي نحو العرب - كل العرب، تتحمل مسؤوليتها أكثر من غيرها انطلاقا من زعم زعامتها لنا . آه لو أنها استقبلت الفريق العربي الجزائري بالورود، بالأحضان الدافئة، بحسن الوفاد، بالاستقبال الإعلامي العربي النزيه بحفاوة شعبية تجند لها الجماهير المصرية بدوافع المحبة والأخوة والتضامن والتآزر . ولكن يا أسفاه! كم كانت خيبتنا فيك كبيرة يا مصر بعد أن وجهوا حبرك ولسانك كبرك وإكبارك إلى الشحناء، إلى البغضاء، إلى العداوة، إلى الإساءة إلى المس بشرف وكرامة ومقدسات أمة عرفت بعزة النفس، بالشهامة، بالنبل، بالتضحية، بالدفاع عن مكارم الأخلاق، عن عروبة الأمة العربية، عن حريتها، عن سؤددها، عن استقرارها في كم من تاريخ وعلى كم من صعيد وفي كذا مناسبة . سلام إلى أولئك المصريين الشرفاء الذين لم ينساقوا وراء فضائح الفضائحيات المصرية التي تجندت وجندت ترسانتها، ومن غررت بهم إلى سب وشتم من لا يسب ولا يشتم وظلت تضلل عبقرية الشعب المصري وتحرفها عن مجراها الطبيعي وأصولها التي جبلت عليها . قالوا لي : ماذا ربحت مصر في النهاية، وقد لعنها الإعلام العربي وغير العربي ونعتها بنعوت الحقد والكراهية والتخلف وعدم التحضر، وهي الأوصاف التي أجبر عليها الشعب المصري كرها وقهرا وهو براء منها . ماذا جنت مصر وقد انتبهت الشعوب والحكومات والمقاومات العربية، وتفطنت إلى سخافة مصر »الاخوة مبارك«، وهم بصمتهم عن إسرائيل يناصرون مواصلة احتلالهم للشعب الفلسطيني وتهويد القدس، وما إلى ذلك من ... ! هكذا حولوا مصر العزيزة بين عشية وضحاها من »أم الدنيا« إلى أم الفضائح بسبب ما قامت به وتهاوت فيه جل الفضائيات المصرية التي تحولت دون خجل أو حياء إلى فضائحيات ...!؟