أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، خلال افتتاحه لأشغال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول منطقة غرب إفريقيا، على أهمية الاستعجال في التعاون الإقليمي والدولي لمحاربة "داعش"، مجددا التأكيد على تمسك الجزائر بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. جدّد وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، تمسك الجزائر بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، وفي كلمة له خلال الاجتماع التحضيري حول مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا، المنعقد صباح أمس، بقصر المؤتمرات. وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائري، خلال افتتاحه لأشغال الاجتماع المنعقد تحت الرئاسة المشتركة بين الجزائر وكندا، سعي الدول الإفريقية لمحاربة الإرهاب انطلاقا من الثقة التي وضعتها في شخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وسعيا لحشد الخبرات والموارد اللازمة لدعم بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والخروج بنتائج ملموسة تفضي إلى القضاء على هذه الآفة، أكد مساهل على أهمية الاستعجال في التعاون الإقليمي والدولي لمحاربة "داعش". وتطرق مساهل في كلمته إلى موضوع مشاركة المرأة في مكافحة الإرهاب، الذي يناقش لأول مرة خلال هذا الاجتماع الإفريقي رفيع المستوى، حيث ذكر دول لعالم بدور المرأة الجزائرية وشجاعتها وتضحياتها في مقاومة الإرهاب. ويندرج هذا الاجتماعي الذي سيتواصل على مدى يومين في جلسات مغلقة، في إطار الجهود الإقليمية والدولية المبذولة، لحشد الخبرات والموارد اللازمة لدعم بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي في مجال مكافحة الإرهاب وتأكيد الالتزام بنهج عملي قائم على سيادة القانون في التصدي للتهديدات التي يشكلها الإرهاب والتطرف العنيف. وسيشهد الاجتماع تحول مجموعة العمل حول تعزيز القدرات في المنطقة الساحل إلى مجموعة العمل حول تعزيز القدرات في منطقة غرب إفريقيا مثلما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الوزاري للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المنعقد بنيويورك 20 سبتمبر 2017، من خلال الاعتماد على الخبرات والتجارب الإفريقية في مكافحة العنف والإرهابي وبحث سبل تطوير عمليات التصدي لتهديداته. ويلاحظ الخبراء أن إفريقيا على غرار العديد من مناطق العالم تمثل هدفا لظاهرة الإرهابي بعدما تمكنت هذه الآفة العابرة للحدود من الاتساع عبر استغلال البؤس الإنساني في بعض المناطق واختراقها لوسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت واستهدافها لفئة الشباب في إفريقيا، ما دفع برؤساء دول وحكومات إفريقيا إلى الإجماع على إنشاء بعثة التنسيق لمنع الإرهاب ومكافحته في إفريقيا تحت إشراف الاتحاد الإفريقي. ونظير جهوده في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، واستنادا إلى التجارب والخبرات الغنية التي اكتسبتها في مكافحة هذه الآفة، تتولى الجزائر دور منسق منع التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، وفي هذا السياق تلتزم الجزائر بالعمل على الحيلولة دون أن يشهد أي شعب آخر المآسي التي فرضت على الشعب الجزائري سنوات التسعينات، حيث تحظى في إطار هذه المهمة بدعم الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن ومفوضية الاتحاد الإفريقي. وتعتزم كل من الجزائر وكنداي اللتان ترأسان مناصفة الاجتماع الأول للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول منطقة غرب إفريقيا، ضمان مواصلة العمل على هذه المواضيع ذات الأولوية في إطار الجهود المستقبلية المتصلة ببناء القدرات وتنفيذ الممارسات الجيدة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. يذكر أن الجزائر تعد عضوا مؤسسا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهابي واحتضنت عددا من الورشات المتخصصة على مستوى الخبراء منها_ دور العدالة الجنائية في مكافحة الإرهاب في الساحل _ في مارس 2016 ي و_ دور الديمقراطية في مواجهة ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب_ في سبتمبر 2016. إلى ذلك،أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر تحافظ على "مستوى عال من اليقظة " داخل أراضيها وعلى طول حدودها كما تجدد استعدادها ل" تعزيز" تعاونها في مجالي الحدود و الشرطة مع جميع بلدان المنطقة. وفي مداخلة له خلال أشغال الاجتماع الأول لمجموعة العمل للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول غرب إفريقيا، صرح مساهل أن الجزائر التي "عانت الأمرين خلال التسعينيات من آفة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تحافظ على مستوى عال من اليقظة داخل أراضيها وعلى طول الحدود وتجدد استعدادها لتعزيز تعاونها في مجالي الحدود و الشرطة مع كل بلدان المنطقة".