العدوان الإسرائيلي الدموي المرتقب على قطاع غزة يعد عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني وجريمة إنسانية تفضح تواطؤ المجتمع الدولي الرافض لمبدأ اتخاذ إجراءات عقابية صارمة ضد مرتكبيها عملا بميثاق الأممالمتحدة الذي لم تقرأه اللجنة الرباعية الدولية وهي تلتزم الصمت الذي لا يمنع تدهور ألأوضاع إلى المستوى الكارثي. ويواصل إيهود أولمرت توجهه الإجرامي نحو تدمير ما تبقى في الحياة اليومية والإيغال في إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل مستخدما أبشع وسائل الإرهاب المرفوضة في شرائع القانون الدولي . وتتحمل الرئاسة الفلسطينية التي خرجت قبل أيام قليلة من قاعة مفاوضات مغلقة مع إيهود أولمرت جزء من مسؤولية ما يحصل في غزة التي عادت إلى العصور الحجرية ، وهي تكتفي بإطلاق لغة خشبية في خطابها السياسي المفتوح مع المتنفذين في مجلس الأمن الدولي والإتحاد الأوروبي والحكومة الإسرائيلية ،وكأنها بالعة لموس حاد يجعلها عاجزة عن إعلان موقف حقيقي أخلاقي إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر، حتى باتت وكأنها تتشفى بمعاناة غزة المعزولة عن مناطق نفوذها. و إقصاء"حماس" المتمردة على قانون اللعبة الديمقراطية لا ينفذ عبر العدوان الإجرامي ضد شعب بأكمله، وضرب قيود الحصار الظالم من حوله، ونسف شروط حياته الأمنية في محاولة يائسة لإجباره على إلقاء الانقلابيين في البحر وهو لا حول له ولا قوة .. والولايات المتحدةالأمريكية الراقصة على أنغام-أنابوليس- لم تسمح بفك الحصار من قبل عن غزة كي لا تعطل مخطط إيهود أولمرت العدواني، المتواصل ضد الشعب الفلسطيني كله دون استثناء. ويتمادى" أولمرت" في شن هجومه الشامل على غزة المحاصرة ، ومازال يصر على اتخاذ ما يصفه بخطوات صارمة لتبرير إبادة الفلسطينيين..فالعدوان الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة والضفة الغربية تحول إلى حرب إبادة . والعدوان الإسرائيلي المستمر هو حرب إبادة مفتوحة يشنها جيش همجي ضد شعب أعزل يحتم على مؤسسات المجتمع الدولي والمجموعة الدولية والقادة العرب والجامعة العربية والفاتيكان التحرك العاجل للحفاظ على حياة المدنيين الفلسطينيين، وأخذ دورهم باتجاه إيجاد مخرج لإنقاذ الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي. وسياسة أولمرت دمرت كل شيء وعمدت إلى إطباق حصار الموت على الشعب الفلسطيني وتخريب بنيته التحتية .. وتحول قطاع غزة إلى عبارة عن محرقة يلقى فيها البشر لتشتد نارها ضراوة. والموقف العالمي ألمقلوب في مؤسسات المجتمع الدولي يتحدث وكأن فلسطين دولة لها جيش وسلاح متطور قادر على مجارات آلات الدمار الإسرائيلي .. وكأن الاتحاد الأوروبي لا يرى الواقع كما هو حين يغمض عينيه عن جرائم أولمرت التي يذهب ضحيتها العشرات من المدنيين ألأبرياء يوميا، و كأن الرئيس محمود عباس ومعه إسماعيل هنية مازالا يعتقدان أن الأمر مجرد نزال سياسي بين خصمين جعلا من الشعب الفلسطيني ضحيتهما.