كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (تابع:الطلاق) دلت إحصائية الطلاق عن مدينة القاهرة في مدَّة الثماني عشرة سنة الأخيرة علة أن أربع كل زوجات يطلَّق منهن ثلاث وتبقى واحدة فقط.. (ثم قدم المؤلف جدولاً عن إحصائيات الطلاق وعلق عليه فيما بعد). وهذه النتيجة وإن كانت أحسن من الأولى بسبب ما تشمل سكان الأرياف الذين لا يطلَّقون مثل أهل مصر إلاَّ أن كليهما من أقوى الحجج على اضمحلال حال العائلات عندنا وسهولة تهدُّم بنائها. ومن الغني عن البيان أن المرأة إذا ترَّقت وشعرت بجميع ما لها من الحقوق؛فإنها لا تقبل أن تعامل بطرق القسوة والإهانة التي تعامَلُ بها وهب جاهلة، وعند ذلك يحسُّ الرجال أنفسهم بأنه ليس من اللائق بهم أن يستعملوا حق الطلاق الذي وكَّله الله بأمانتهم إلاَّ عند الضرورة التي شُرع الطلاق لأجلها؛ فتربية النساء مما يساعد على إصلاح أخلاقنا وتأديب ألسنتنا؛ فإن الرجل يحتقر المرأة الجاهلة ولكنه يشعر رغماً عن إرادته باحترام المرأة إذا وجد منها عقلاً ومعرفة وعلواً في الأخلاق؛ فيعفُّ لسانه عن ذكر ما لا يليق بها، ويؤدي لها حقوقها..