* اجتماع ”سرّي” تحتضنه زاوية سيدي عبد الرحمان ببومرداس الأربعاء القادم * أهم تحديات الرابطة توحيد الفكر ومواجهة النِحل التي تخترق المجتمع * تخوفات من تحول هدف الرابطة إلى حضن الأفكار المتطرفة يحضّر مجموعة من الأئمة والدعاة والمشايخ في الجزائر لإطلاق مبادرة تعتبر الأولى من نوعها في الجزائر، وذلك بتأسيس رابطة علماء الجزائر، تكون أولى خطواتها عقد اجتماع ”سري” بعيدا عن الأضواء، يحضره أبرز العلماء والمشايخ الجزائريين، وتحتضنه زاوية عبد الرحمان الثعالبي ببومرداس بمدينة يسر، الأربعاء المقبل.
كشفت مصادر موثوقة ل”الفجر” عن سعي علماء وأئمة جزائريين لتكوين رابطة علماء الجزائر، تكون بمثابة المولود الذي يعمل مستقلا بعيدا عن لواء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها في الجزائر، وتهدف حسب ما توفر لدينا من معلومات إلى ”توحيد الكلمة في الجزائر، ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف، ومعالجة أسباب الغلو والتطرف، ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال”. ومن بين أهم المشايخ الذين سيحضرون اجتماع الأربعاء نجد مجموعة من المشايخ، أمثال الشيخ آيت علجت الطاهر، الشيخ علي عية ومحمد مكركب وثلة من الأساتذة والجامعيين، حيث سيكون ”عمدة” المجموعة الشيخ علي عية أحد أئمة مساجد العاصمة والذي يعتبر ناشطا دينيا فاعلا في المجتمع. وأضافت مصادرنا أن هده المبادرة ”الحرة” لا تلقى الإجماع من قبل أعلى المسؤولين في الدولة، حيث تحظى بتشجيع من قبل السلطات الرسمية، لكنها أيضا محلّ انتقاد كبير من قبل مسؤولين رسميين، مبررهم في ذلك أن أهدافها لا تزال مبهمة وغير واضحة المعالم، كما أوعزت مصادرنا تخوفاتها إلى إمكانية أن تُخترق هذه الرابطة من قبل أطراف تستهدف المرجعية الدينية، حيث ظل الوزير محمد عيسى منذ قدومه إلى مبنى حيدرة يحارب كل ما من شأنه أن يمس عقيدة الجزائريين. وحسب ما تسرب إلينا من معلومات فإن أهم أهداف الرابطة يرتكز حول ضرورة محاربة الغلوّ والتطرف القادم من دول الجوار، ومواجهة كل الأفكار القادمة خاصة من ليبيا وتونس لتجنيب الجزائر الوقوع في التطرف الديني. ولو أن إنشاء مثل هذه الرابطة يأتي في ظرف خاص وحساس تمر به الجزائر، في ظل تكالب الطوائف الدينية التي تحاول اختراق البنية التحتية للمجتمع الجزائري وتفريقه إلى طوائف عديدة، وهو الأمر الذي سيضع الرابطة، إن رأت النور قريبا، أمام تحدٍّ آخر، وهو لم شمل الدعاة الجزائريين الذين لا يزالون لغاية الساعة منقسمين على مذاهب وتيارات مختلفة، على غرار التيار السلفي الذي يعتبر أصحابه من أشد وأشرس أعداء الوزير عيسى. كما أن رابطة علماء الجزائر تأتي في وقت كان فيه العلماء الجزائريون قد انسحبوا من رابطة علماء المغرب العربي مند عامين، بعد أن اقتنعوا بعدم جدوى وجودهم بسبب أن الرابطة كانت تحتضن مختلف المذاهب المشاركة في الرابطة، ما يشكل عائقا أمام الخروج ببيانات مشتركة حيال الكثير من المستجدات، حسب قولهم وقتذاك. وكل هذه المعطيات لا تنسينا أن الجزائر تحتضن مقر رابطة علماء الساحل، الذين استنجدوا بالجزائر من أجل الاستفادة من تجربتها الرائدة في المصالحة الوطنية. وإن كان هدف تلك الرابطة معلوما فالأيام ستجيبنا عن هدف رابطة علماء الجزائر ومن سيتحمل مسؤوليتها وأهدافها ومصيرها أيضا.