يعقد اليوم المؤتمر الاستثنائي لحركة مجتمع السلم وجبهة التغيير المرسم للوحدة الاندماجية وعودة حمس التاريخية، إلى أن لقاء اليوم يأتي على وقع غيابات من الحجم الثقيل وعلى رأسها غياب الرئيس السابق لحمس أبو جرة سلطاني المعارض لسياسة الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري وهو الشرخ الذي ظهر غداة الانتخابات التشريعية الأخيرة بسبب قرار عدم المشاركة في الحكومة. بداية ظهور شرخ جديد في حركة مجتمع السلم قد يهدد آمال عودتها إلى الوحدة وصناعة القوة التي كانت عليها أيام الراحل محفوظ نحناح مثلما تسعى إليه القيادة الحالية مع قيادات سابقة تحولت نحو جبهة التغيير بعدما فضل آخرون التحول نحو حركة البناء الوطني، خاصة في حال جنحت إطارات أخرى من الحركة نحو مساندة أبو جرة سلطاني في ”احتجاجاته” إن صح التعبير والتي قد تتحول من مجرد احتجاجات بمقاطعة نشاطات الحركة إلى ما هو أكبر من ذلك، رغم أن عبد الرزاق مقري قلل من أهمية قرار أبو جرة سلطاني عدم المشاركة في مؤتمر اليوم، أبعد من ذلك كشف عبد الرزاق مقري على صفحته الرسمية فايسبوك أن وحدة حمس لن تتوقف على جبهة التغيير، وأكد بأن ”هذه الوحدة ستكون أوسع بكثير من وحدتنا مع إخواننا في جبهة التغيير، ستشمل بحمد الله أفاضل من الرعيل الأول والقادة التاريخيين للحركة الذين غادروها منذ سنوات طويلة... ذلك من دلالات التوفيق بحمد الله”. وأكدت حركة مجتمع السلم في بيان أعقب اجتماع المكتب التنفيذي أول أمس أن المشروع الوحدوي بلغ نصاب النجاح التام وأيده وانخرط فيه كثير من مؤسسي الحركة وقادتها الذين غادروها وسيكونون جزء من الوحدة ومؤسسات الحركة بعد المؤتمر، وجاء في البيان أن الوحدة تجعل الأحزاب أكثر قوة وأهلية لحل الأزمات وتجنب التحديات الخطيرة التي تهدد الجزائر. من جهة أخرى، اعتبرت حركة مجتمع السلم أن الحوار مع الحكومة حول قضايا جزئية فقط لن يكتب له النجاح، وأن ما يتطلبه الظرف الراهن وما تدعو إليه الحركة هو الحوار حول الإصلاح الشامل سياسيا واقتصاديا دون تجزئة، كما ثمنت مبادرة وزارة الداخلية بدراسة الثغرات المتعلقة بالمسار الانتخابي قبل المحليات المقبلة، مطالبة بإقامة هيئة وطنية لتنظيم الانتخابات.