حاملا أثقال قرون من التاريخ، لا زال موقع تاشاشيت الأثري القديم، الواقع على أحد التلال المطلة على قرية القمة الحمراء ببلدية العجيبة، شرق البويرة، في طي النسيان وهو يعاني من آثار الإهمال والتدهور بسبب تقلبات المناخ، رغم وعود السلطات المحلية بإعادة الاعتبار لهذا الصرح التراثي. ويقع موقع تاشاشيت الأثري الروماني في الجزء العلوي من القمة الحمراء ويغطي مساحة 45 هكتار. وبالرغم من اكتشافه منذ عدة سنوات، إلا أن مسؤولي القطاع والسلطات المحلية لم يحركوا ساكنا حيال هذا الموقع التاريخي مكتفين بتقديم وعود بحمايته. كما يقع هذا الموقع في أراض تابعة لخواص مما جعل من الصعب جدًا ترميم الآثار التي هي حاليا عبارة عن بقايا مدمرة. ووضح مدير الثقافة بالولاية بالنيابة، ميلود خيدر، أن الحجارة الكبيرة التي استخدمها الرومان لبناء نصب تذكاري لا تزال شاهدة على هذه الفترة التاريخية التي عرفها الموقع. وحسب شهادات السكان المجاورين، فإن الطابق السفلي من هذا الموقع يحتوي على أجزاء كبيرة من التاريخ والكنوز المخفية. واستنادا للمختصين في الآثار من مديرية الثقافة المحلية، فقد عثر على كنوز أثرية بهذا الموقع تعود إلى فترة تتراوح بين القرنين الأول والثالث قبل الميلاد. لكن يلاحظ الزائر للموقع جليا وجود آثار تكاد تنبثق من الأرض، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الفخار، وتنتشر الجرار الفخارية على الأرض الذي تبدو هي الأخرى متآكلة بفعل العوامل المناخية. وحذر فاهم باحي أحد قاطني المنطقة من هذه الوضعية قائلاً: إذا لم يتم القيام بأي شيء على وجه السرعة، فسيختفي بذلك جزء من التاريخ . دعوات لترميم الموقع الأثري سنوات الإهمال أوقعت موقع تاشاشيت في أيدي اللصوص ورعاة هذه المنطقة الجبلية والزراعية الذين يأتون لترعى قطعانهم لأن الموقع مهجور تماما. إن الآثار المتبقية أضحت بقايا مدمرة تحت العشب، يوضح ذات المواطن فاهم، مضيفا بعض الرعاة وغيرهم من الأفراد يأتون لنهب الموقع من القطع التاريخية. وبالإضافة إلى النهب، يتعرض الموقع أيضاً للتهديد من قبل زحف الاسمنت نحو، حيث قام بعض سكان هذه القرية ببناء منازلهم على محيط هذا الموقع، فيما أعرب بعض المالكين عن استعدادهم للتخلي عن أراضيهم لترميم الموقع والحفاظ عليه غير أن آخرين يرفضون ذلك. لقد تم تدمير الموقع بالكامل، لا توجد أي دراسة أو عملية لترميمه، وفي هذه الحالة لا بد لي من العمل على أرضي وبناء بيتي الصغير هنا، طالما تم التخلي عنه ، يقول إلياس، أحد المالكين بالموقع. ويطالب مالكون آخرون تعويضا من السلطات المحلية في حال ما أرادت استعادة هذا الموقع وترميمه، علما أنه يقع بمكان ليس بعيداً عن المحطة الشتوية بتيكجدة. وكانت السلطات المحلية قد أطلقت منذ سنوات مضت دراسة ترميم بطلب من جمعيات محلية. وحول هذا الموضوع، أوضح مدير الثقافة لولاية البويرة باليابة، أن طبيعة الموقع التابع لخواص جعل من الصعب ترميم البقايا التاريخية لتاشاشيت. وكان قاطنو القمة الحمراء والجمعيات المحلية قد دعوا والي البويرة مصطفى ليماني خلال اجتماع عقد في فيفري الماضي مع المجتمع المدني في بشلول شرق الولاية إلى التكفل بهذا الموقع الأثري وترميمه، غير أنه لم يتخذ أي إجراء منذ ذلك التاريخ. وتطالب الجمعيات المحلية مثل أصدقاء صالح سعداوي ، على وجه الخصوص، بتدخل سلطات الولاية من أجل ترميم وحماية هذا الموقع التاريخي والسياحي المهم الذي تم تصنيفه وتسجيله ضمن التراث الوطني منذ سنة 2009.