تم إبراز دور العلماء المحليين ومكانتهم في المجتمع، وذلك خلال لقاء نظم بمتحف المجاهد بمدوحة بولاية تيزي وزو. وكان هذا اللقاء الذي بادر بتنظيمه المركز الثقافي الإسلامي في إطار قافلة وطنية فرصة للمتدخلين للتطرق للدور الاجتماعي والثقافي والعلمي غير البارز في معظم الأحيان لبعض المرجعيات المحلية على غرار الشيخ عبد الرحمان الايلولي والشيخ محند لحوسين و لشيخ ارزقي شرفاوي. وأبرز المتدخلون بأنه وبالإضافة إلى مكانتهم كرجال دين، قام العلماء بمهام مختلفة تتعلق بتسيير وتنظيم الحياة الاجتماعية، آنذاك، كما تدخلوا لتسوية المشاكل بين الأشخاص والعائلات وحتى القبائل. وكان المرجع القرآني خلال القرن ال17 الشيخ عبد الرحمان الايلولي الذي عاش في منطقة ايلولا ايمولا، 37 كلم جنوب شرق تيزي وزو، يعد حصنا ضد العديد من الآفات الاجتماعية والظلم الذي كان يهدد المجتمع، وفقا لما ذكره الشيخ لحوازي زهير، إمام وأستاذ بمعهد سيدي عبد الرحمان . وأردف المتحدث قائلا: الشأن كذلك بالنسبة للمسألة الحساسة جدا في المجتمع القبائلي المتعلقة بإرث المرأة والذي تمت الإشارة إليه في القرآن الكريم والذي قام الشيخ الايلولي باستعادته وتسويته خلال حياته بعدما كان قد تم إلغاؤه من طرف الرجال ، مشيرا إلى أن إشعاعه التاريخي وحسه السليم وشهرته تعدت الحدود الحالية لجيجل وقسنطينة. ومن جانبه، إعتبر علي احمد محمد، إطار بمديرية التربية، بأن المكانة البارزة للشيخ محند لحوسين الذي كان مصدرا رضا للسكان المحليين الذين عانوا من البؤس ووحشية الاستعمار كانت نتيجة لوجهات نظره وقوة شعره الذي كان يعافي من الآلام. وأفاد بهذا الخصوص بأن الناس كانوا يجيئون من جميع الجهات لطلب النصيحة والتماس بركته. وشعره كان علاجا لمآسيهم لافتا إلى أنه أدرك طبيعة المستعمر الذي وصفه في شعره وحرض الناس على المقاومة وحتى التمرد. وفي المشرق وبحثا عن المعرفة، سرعان ما أصبح الشيخ أرزقي شرفاوي، واسمه الحقيقي أرزقي قزو، مرجعا دينيا وعلميا غير انه اختار العودة إلى وطنه ليعطي علمه لسكان منطقته، وفقا لما ذكره لعريبي محند سعيد، قائلا أنه ألف ستة كتب لم يبق منها، للأسف، أي أثر . وأضاف في هذا الإطار أنه كان حريصا جدا على العلم ولم يكتف بتعاليمه المحلية والتحق بمدرسة الثعالبية في الجزائر العاصمة أولا قبل أن يتجه إلى القاهرة للتسجيل بمدرسة الأزهر . ولدى عودته إلى الجزائر بعد لقاء مع أبناء منطقته خلال رحلة حج إلى مكة، عاد إلى مسقط رأسه بعزازڤة، 30 كلم شرق تيزي وزو، رافضا البقاء في الجزائر العاصمة رغم إلحاح الشيخ عبد الحميد بن باديس.