تتزايد الضغوط على الجارة المغرب من اجل المشاركة في اجتماع وزاري تحضيري لقمة قادة الاتحاد المغاربي كانت قد دعت إليه الجزائر للم شمل دول المغرب العربي،فبعد موافقة كل من الجزائروتونس وليبيا وموريتانيا،لم يبق للنظام المغربي من خيار آخر سوى الموافقة،إذا أراد إحباط الشكوك المحيطة بنواياه في تطبيع العلاقات مع الجزائر بسبب تجنبه المرور عبر القنوات الدبلوماسية المعمول بها و الآليات الاقليمية الرسمية للحوار. و أعلن الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، خلال مائدة مستديرة نظمها الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، بأنه تمت مراسلة وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، من أجل عقد اجتماع تحضيري في تونس، استعدادا لعقد القمة السابعة لرؤساء دول المغرب العربي. وحسب وكالة الأنباء التونسية (وأت) التي أوردت الخبر، فإن البكوش، أوضح خلال اللقاء الذي أنتظم امس الاول تحت عنوان قادرون على بناء مغرب عربي كبير ، بأن هذه الدعوة لقيت موافقة كل من الجزائروتونس وليبيا وموريتانيا التي عبرت كل منها عن رغبتها في استضافة مجلس وزراء خارجية دول الإتحاد المغاربي. وكانت الجزائر قد راسلت مؤخرا الأمين العام لاتحاد المغرب العربي من أجل تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال، و هي المبادرة التي تنم عن قناعة راسخة لدى الجزائر، عبرت عنها في العديد من المناسبات، بضرورة إعادة بعث و بناء الصرح المغاربي و إعادة تفعيل هياكله . و قد ثمنت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي مبادرة الجزائر، كونها تأتي في سياق نتائج القمة الاستثنائية الحادية عشرة التي عقدت يومي 17-18 نوفمبر الجاري في أديس أبابا (أثيوبيا)، حول موضوع الإصلاح المؤسساتي للمنظمة، والتي ركزت بشكل لافت على دور المجموعات الإقليمية الاقتصادية في الاندماج القاري، حيث أولت أدوارا هامة في إطار الرؤية الجديدة لعمل الاتحاد الإفريقي وتسييره ومستقبله . بالمقابل يواصل النظام المغربي تطبيق سياسة الهروب الى الامام في محاولة منه للتهرب من الدعوة الجزائرية للحوار، حيث زعم المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن الحوار عبر آليات إقليمية أو وسطاء، لحل الخلاف مع الجزائر، لم يثمر نتائج إيجابية، و في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، قال الوزير المغربي، إن "الحوار عبر آليات إقليمية أو وسطاء، لحل الخلاف مع الجزائر لم يثمر نتائج إيجابية". ولفت إلى أن "العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أطلق قبل نحو ثلاثة أسابيع، مبادرة لحل الخلاف مع الجزائر". وأوضح أن "المبادرة دعت إلى إحداث آلية سياسية مشتركة بين المغرب والجزائر، للحوار والتشاور حول مختلف القضايا الموجودة بين البلدين، وهو ما كانت تطرحه الجزائر أيضا". و معلوم أن ما يميز الدعوة المغربية، أنها تمت من خلال خطاب تلفزيوني وجهه للرأي العام المحلي والدولي، ولم يتم إخطار الجزائر بصفة رسمية حول إنشاء آلية لتجاوز ما يسميه خلافات ثنائية ببين البلدين، كما أن الخطاب تزامن وذكرى احتلال الصحراء الغربية عام 1975. و لذلك فقد أثيرت شكوك كثيرة حول نوايا المغرب، حيث يؤكد المتتبعون للشأن الدبلوماسي أن سوء نية العاهل المغربي تتجلى في تجنبه المرور عبر القنوات الدبلوماسية المعمول بها، حيث لم تتلق السفارة الجزائرية بالمغرب، إلى حد كتابة هذه الأسطر، أي اتصال رسمي من الخارجية المغربية بخصوص "المبادرة" التي جاءت في خطاب العاهل المغربي. ويذكر أن آخر اجتماع عادي لمجلس لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي انعقد سنة 2003 ، بينما التأمت آخر قمة لقادة البلدان المغاربية سنة 1989 بتونس. ومن جهة أخرى، و بالنظر إلى الرهانات المشتركة، خاصة منها ذات الطابع الأمني، بادرت الجزائر شهر جويلية من سنة 2012 إلى عقد دورة استثنائية لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد خصص لبحث إشكالية الأمن بالمنطقة المغاربية و وضع الأسس لسياسة أمنية مشتركة.