فتحت النقابة الوطنية للزوايا الأشراف بالجزائر، النار على الأطراف التي انتقدت مؤخرا إصدار تفسير للقرآن الكريم باللغة الأمازيغية، ووصفتهم بالجهلة الذين لا يعلمون بأن كلام الله رحيق ينبغي تعليمه لكل الشعوب. وقلت النقابة في بيان لها، إن الأمازيغية هي لغة من لغات العالم، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أوصى بتعلم لغات الشعوب، ولا ينكر هذا إلا جاهل كما قالت النقابة. وأوضحت نقابة الزوايا الأشراف، بأن الذين يستنكرون هذا العمل الجبار الذي قام به صاحب التفسير جهلة، ولا يعلمون بأن كلام الله رحيق ينبغي تعليمه لكل الشعوب. وتفسير القرآن بالأمازيغية، حسب الزوايا الأشراف، شرف عظيم ومن قام له وسهر لأجله، غفر الله له لا محال لتوصيل هذه الرسالة لكل الأجيال. وبدا بيان النقابة موجها بشكل خاص لرئيسة حزب العدل والبيان، نعيمة صالحي، التي تهجمت على ترجمة تفسير القرآن الكريم باللغة الأمازيغية التي صدرت مؤخرا، معتبرة ذلك مؤامرة تستهدف الإسلام في الجزائر، على حد وصفها. وكان الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، بومدين بوزيد قد انتقد في تصريحات له مؤخرا محاولة البعض، دون أن يسميهم، إفساد المصاهرة الدينية والثقافية بين العرب والأمازيغ، مشيرا إلى أنهم يريدون أن تتمزق الجزائر مثل ما يحدث في السودان وبعض البلدان العربية ومشددا في ذات السياق على أن التعايش يحتاج إلى معاني التعايش والمصالحة تحتاج إلى تقديم اجتهادات ومعرفة ونشرها بين المواطنين، مؤكدا أن اللسان الذي استوعب القرآن والدين استوعب أهله قيم وحضارات الشعوب ومنها الحضارة العربية، كما حذّر من تزايد التعصب العرقي واللغوي في وسائط التواصل الاجتماعي. وقام الشيخ سي حاج محند طيب، بتفسير القرآن الكريم الى الأمازيغية، حيث يعتبر هذا التفسير الأول من نوعه لكل القرآن الكريم. وقال الشيخ، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الجزائرية، أن فكرة هذا العمل جاءته من الآية الكريمة افلا يتدبرون القرآن ، مؤكدا ان القرآن الكريم يصعب ترجمته الى لغات اخرى نظرا لقوة بلاغته البيانية وإعجازه العلمي العظيم وأن عمله اقتصر فقط على تفسير معاني القرآن. وقد اشاد وزير الشؤون الدينية والاوقاف، محمد عيسى، بأول إصدار في تفسير القرآن الكريم باللغة الأمازيغية للشيخ سي حاج محند محند طيب وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد رأس السنة الأمازيغية يناير . واوضح عيسى ان هذا التفسير الذي صدر تحت عنوان التفسير الميسر لكلام الله الموقر بالأمازيغية (القبائلية) والمكتوب بالخط العربي يعتبر الاول من نوعه في الجزائر والمغرب العربي. واضاف ان الإصدار ينم عن فهم عميق للقرآن الكريم والإسلام ويؤسس لعمل ومنهج جديد في الأمازيغية ويفتح الابواب امام البحث والإثراء مستقبلا.