وصل تعداد المنتسبين لأقسام محو الامية بالجزائر العاصمة الى 15 الف شخص، غالبيتهم من السيدات بنسبة تفوق ال80 بالمائة، حسب ما اكده المدير العام للديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، كمال خربوش. واوضح خربوش، على هامش الندوة التي نظمتها لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس الشعبي الولائي للعاصمة حول موضوع دور المدارس القرآنية في محو الامية ، ان عدد الاشخاص المسجلين عبر ملحقات واقسام محو الامية، بما فيها تلك التابعة للمدارس القرآنية بمساجد ولاية الجزائر، بلغ الى حد اليوم 15.000 شخص، غالبيتهم من فئة السيدات بنسبة وصلت الى 86 بالمائة. واعتبر المتحدث، ان وصول نسبة الامية بالجزائر الى اقل من 10 بالمائة (9.44 بالمائة) بمثابة انجاز ونتيجة ايجابية للاستراتيجية الوطنية الموجهة لمحو الامية و التي شرع في تطبيقها بالجزائر منذ سنة 2007، مضيفا ان الشراكة المنتهجة مع مختلف الهيئات الرسمية وفي مقدمتها مصالح الشؤون الدينية والاوقاف الى جانب فعاليات المجتمع المدني ومختلف الجمعيات على المستوى الوطني والمحلي، ساهمت بشكل كبير في الوصول الى النسبة المشار اليها. كما كشف عن شراكة جديدة ستجمع بين ديوان محو الأمية والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد وتتمثل في إنشاء بوابة تعليمية لتمكين المتعلمين من التقدم في مسارهم لمن يرغب في ذلك اي امكانية التسجيل في الطور المتوسط بعد حصولهم على اجازة الطور الابتدائي، الى جانب رقمنة كل المناهج والكتب الخاصة بقطاعه لتصبح متاحة لكل الراغبين في الاطلاع عليها عبر مختلف الوسائط الاعلامية المتاحة. من جهته، اكد زهير بوذراع، مدير الشؤون الدينية والاوقاف لولاية الجزائر، ان الطلب المسجل على المدارس القرآنية بالعاصمة تخطى كل الامكانات المتوفرة عبر تلك المدارس. وذكر ان هذه المدارس باتت محل اقبال واسع ومتزايد من قبل عديد شرائح المجتمع، لاسيما منهم اولياء التلاميذ وفئة الاباء والامهات الراغبين في الالتحاق بأقسام محو الامية. واوضح ان الاقبال الواسع من قبل عديد شرائح المجتمع ادى الى اكتظاظ وضغط كبير في اقسام تلك المدارس، سواء المخصصة للطور التحضيري او لدروس الدعم، او تلك الموجهة لحفظ القران الكريم او لمحو الامية. بدورها، شددت جبالي فريدة، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، على ضرورة سن قانون خاص بحماية وتسيير تلك المدارس لاسيما ما يحدد واجبات وحقوق العاملين بها، مع تخصيص مناصب عمل دائمة للمعلمين، موجهة الدعوة الى رؤساء المجالس الشعبية البلدية لتدعيم تلك الهياكل التربوية بأعوان للأمن والنظافة. كما ابرزت اهمية رفع الميزانية المخصصة لأقسام التعليم بالمساجد لتشمل التأثيث والتدفئة واجهزة التكييف، مع الحرص على تزويد المكتبات بعناوين اضافية على غرار منشورات وزارتي الثقافة والمجاهدين. وخلصت التوصيات عن هذه الندوة التي حملت شعار اطلب العلم من المهد الى اللحد ، الى استغلال الاوعية العقارية الوقفية على مستوى العاصمة من اجل بناء واستحداث مدارس قرآنية اضافية تخصص لأقسام ما قبل التمدرس واقسام محو الامية لمواجهة الطلب المتزايد على هذه الاقسام بالولاية، مع ضرورة دمج الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بتلك الاقسام. كما ثمن المشاركون في الندوة تجربة مسجد القرية عثمان بن عفان بزرالدة، والذي استحدث مؤخرا جناحا خاصا للعائلات واقارب المرضى المتوجهين لمستشفى زرالدة بسعة تزيد عن 20 سريرا من اجل التكفل بإيوائهم وضمان وجبات لهم خلال فترة ترددهم على هذا الهيكل الصحي. ودعت جبالي الى تعميم هذه الفكرة المسماة ببيت السبيل والمبادرة على جميع المساجد المحاذية للمستشفيات بالجزائر العاصمة.