صدرت رواية غرب القاش للروائية اليمنية محاسن الحواتي، عن دار إي كتب بلندن، وهي رواية سودانية كون أحداثها تدور في شرق السودان بمدينة كسل، المدينة التي ولدت فيها الكاتبة وقضت طفولتها فيها، وكان بها عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية. تشير إلى أن هذه المدينة لها خصوصية باعتبارها تضم جنسيات وأعراق كثيرة كالهنود، واليمنيين، السوريين، المصريين، النيجيريين، الأرمن، المغاربة والصوماليين والإرتيريين والأثيوبيين وإلخ إلى ما لا نهاية.. أجناس جاءت الى هذه المنطقة وتعايشت مع بعضها، أي أن المدينة عرفت العولمة والتعايش السلمى قبل العالم اجمع، تدور أحداث ومواقف كثيرة تعكس العلاقات وتداخل الثقافات واللغات. البطلة مكية امرأة في السبعين من عمرها تفقد الذاكرة، وتظل ملفات بعينها هى المفتوحة تسرد من خلالها ما حدث منذ ستة عقود أهمها علاقة مكية بنهر القاش، وكيف أنها كادت تموت غرقا في النهر هي وأختاها وأمها بعد أن حمل والدها أخويها الذكور على أكتافه وخرج إلى اليابسة، كما أنها تتذكر زواجها من رجل لا تحبه، وكيف هام حبيبها بعيدا واختفى عن المدينة بعد زواجها، والدها وقسوته مع الكل، وقصص حب أخرى بعضها ناجح، وبعضها فاشل ومواقف شجاعة وأخرى كلها خذلان. النهاية أقرب الى الخيال حيث تتعملق البطلة مكية وتخوض النهر، تتحداه ترى المدينة من فوق تحدث كل فرد وتوجه نقدها، لومها وصاياها لهم وعند الشاطئ الأخير ومع غروب الشمس يتحول لونها إلى لون الشمس الذهبي، تتناثر قطعا وتنتهي.