يعيش المجاهد موسى، المنحدر من مدينة الخروب ولاية قسنطينة، أوضاعا مزرية تتلخص في الفقر والعوز والوحدة والتهميش والإهمال، بحيث يعيش بإسطبل رفقة الحيوانات، أين يقضي يومياته بهذا الكوخ الذي يعيش به منذ خمسة عقود. يعاني المجاهد عمي موسى ، المسن الذي بلغ 80 سنة، من ظروف الحياة القاسية، أين لم يتذوق معنى العيش والحياة الكريمة على مدار خمسين سنة خلت، بحيث يقضي يومياته وحيدا بين الجدران والأسقف المهترئة والتي أكل عليها الدهر وشرب، أين يعود السكن الذي يقطنه للحقبة الاستعمارية أين قطنه ما بعد الاستقلال واستقر به طيلة هذه السنوات، حيث لم يعد يصلح المنزل للسكن إذ يقضي يومياته رفقة الحيوانات والقوارض والحشرات التي باتت أنيس وحدته بهذا البيت المهترئ الرث. وإضافة إلى هذا، فإن المجاهد المسن المدعو موسى يقتات على صدقات وإمدادات المحسنين من حين إلى آخر، بحيث يتطوع أشخاص ومحسنين إضافة إلى جمعيات خيرية وتطوعية بإمداده بالأطعمة بصفة دورية، إذ لا يجد ما يتناوله وما يأكله بصفته مسن وعاجز على توفير قوته بمفرده، حيث كان فيما سبق قادر على ذلك وبعد إصابته بالمرض لم يعد يقوى على فعل شيء على غرار تناوله للأدوية والأكل والقيام ببعض الأمور الضرورية بمفرده، أين يقوم المحسنين بتقديم الطعام له والسهر على تقديم يد المساعدة له وتزويده بالدواء. و بين هذا وذاك، فإن الأمر لا يفي بالغرض مقارنة بما يحتاجه هذا الشيخ بحكم كبر سنه وعجزه عن القيام بالأعمال وتوفير المئونة بمفرده، حيث يحتاج إلى أكثر من ذلك، بحيث يحتاج إلى سكن لائق يضمن له كرامته كبشر، أين لا يوفر الإسطبل الذي يعيش به الراحة، إذ يواجه قساوة العوامل الطبيعية على غرار برد فصل الشتاء القارص الذي لا يحتمل وتسرب مياه الأمطار إلى داخل مضجعه، ليمتد الأمر إلى فصل الصيف والذي لا تقل قساوته عن فصل الشتاء، بحيث يستحيل مكوثه بداخل الإسطبل والذي يتحول إلى حمام ساخن، إضافة إلى انتشار القوارض والحشرات الضالة التي تفرض نفسها وتعشش بداخل الإسطبل، جنبا إلى جنب مع المجاهد موسى. وقد عبر هذا الأخير عن استيائه البالغ من الأمر لتهميش السلطات له، رغم حاجته الماسة لسكن لائق يضمن له العيش في سلام لما تبقى له من حياته بمنزل يحفظ له كرامته كشخص، خاصة إنه مسن ووحيد لا يوجد من يتكفل به، إضافة إلى أنه جاهد وشارك إبان الثورة التحريرية. وفي انتظار التفاتة السلطات، يبقى المجاهد عمي موسى حبيس الإسطبل الرث رفقة الحيوانات والتي وجد منها رفيقا له.