عرضت بالجزائر العاصمة، مسرحية وجع لجمعية صحرا للمسرح وفنون السمعي البصري من تندوف في إطار برنامج مسرح الشارع للدورة التاسعة للأيام المسرحية للجنوب. ويتطرق هذا العمل التراجيدي، -الذي أخرجه بن حبيب إدريس في 2019- لقصة بتول التي تنجب طفلا غير شرعي ومشوه فتعذبه نفسيا وجسديا وتزج به في قبو خوفا من سخط المجتمع، ولتجعله يختبأ تختلق له غولة ترعبه بها في كل مرة غير أن تلك الغولة سرعان ما تصبح في مخيلته أرحم من أمه. وعلى ألحان الغيتار الحزينة تتواصل أحداث هذه القصة بتوجه بتول لأحد رجال الحضرة المتدينين رغبة منها في إيجاد حل لوضعها فيدعوها للاعتراف بابنها غير أنها ترفض ليتواصل بعدها مسلسل حياتهما المأساوي إلى أن تنتصر عاطفة الأمومة في الأخير. وقدمت هذه المسرحية -التي ألفها المخرج نفسه وشارك هو أيضا في إعداد السينوغرافيا لها- بالعربية الدارجة وكذا الفصحى وقد جاءت في قالب اجتماعي واقعي مليء بالحسرة والرمزية، حيث أحسن في أدائها خمسة ممثلين بينهم عميري نور الهدى في دور البتول وابراهيم محمد سالم في دور الإبن صالح ، بالإضافة إلى صمباوي محجوب في دور أحد شيوخ الحضرة . وكان هذا العمل -الذي أنتج بالتعاون مع مديرية الخدمات الجامعية لولاية تندوف- قد حاز في 2018 ثلاث جوائز بالمهرجان الوطني الجامعي الأول للأوبيرات بتندوف بينها جائزة أحسن عرض متكامل. وعرف العرض على مدار ساعة من الزمن تفاعلا جميلا من الجمهور الحاضر بساحة مبنى المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي والذي أعجب كثيرا بأداء الممثلين إذ يعرف عن مسرح الشارع أنه يعتمد أساسا على هذا الإحتكاك المباشر والإرتجال وحتى التخاطب مع المشاهدين بعيدا عن كلاسيكيات العروض داخل القاعات. وعبر المخرج بن حبيب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذه الأيام رفقة جمعيته صحرا (المؤسسة في 2013)، معتبرا أنها متنفس لمسرحيي الجنوب و فرصة للتقارب وتبادل الخبرات والتجارب، وكذا إيجاد آفاق للتعاون بين مختلف الفاعلين في المسرح من كتاب ومخرجين وممثلين وغيرهم من مختلف مناطق البلاد . ودخل بن حبيب عالم المسرح، قبل حوالي 18عاما وقد مثل وألف وأخرج عددا من الأعمال الموجهة للكبار والصغار، على غرار الأرواح الطيبة و هاملت لشكسبير و الورطة الممتعة و ولا في الأحلام كما تعاون في عدد من أعماله مع مسرحيين من العراق والصحراء الغربية.