تستمر معاناة سكان (مزرعة فاناري) ببئر مراد رايس، في سكناتها الهشة التي لا تقيهم أسقفها ولا جدرانها برد الشتاء ولا حر الصيف في ظل غياب تام للمرافق الضرورية، وهو ما دفعهم لمطالبة السلطات الولائية لإنقاذهم من الوضع الذي يتخبطون فيه . اشتكى سكان حي (مزرعة فاناري) ببلدية بئر رايس من مماطلة السلطات المحلية بتسوية وضعيتهم السكنية وانتشالهم من السكنات القصديرية غير اللائقة التي قد يكلفهم المكوث بها حياتهم، حيث باتت أسقفها المتصدعة من كل زاوية تسمح بتسلل أشعة الشمس والأمطار إلى داخل غرفهم، فيما أبدى السكان تخوفاتهم من انهيار جدران هذه المنازل نظرا لكثرة تصدعاتها. وفي ذات السياق أكد سكان الحي أنهم يجدون أنفسهم مضطرين للمبيت خارج مساكنهم في الليالي التي تشهد سقوط الأمطار وهبوب الرياح خوفا على حياتهم التي تصبح عرضة للخطر . ولم تقتصر معاناة السكان عند هذا الحد ، فالزائر له يلاحظ وللوهلة الإنتشار الكبير للنفايات والقاذورات التي تحيط بسكنات المواطنين، والتي أصبحت مصدرا لتكاثر عديد الحشرات ناهيك عن مختلف الأمراض والأوبئة المنتشرة بالمكان. وخلال مواصلة لحديثهم عن وضعية سكناهم، أشار المواطنون الى مشكل قنوات الصرف الصحي غير المهيئة والتي تسمح للمياه العكرة بالتسرب الى داخل منازلهم، مما انعكس سلبا على صحتهم التي اضحت عرضة للأوبئة حيث اشار السكان ان قنوات الصرف هذه لا تستوعب كميات الامطار المتهاطلة في كل مرة، وهو ما يغرق الحي في مستنقعات مائية تدوم لاسابيع ليزيد الوضع سوءا غياب التهيئة على مستوى الطرقات. كما أعرب بعض المتحدثون عن تخوفهم الشديد من سقوط جدران القصر العتيق الموجود على مستوى الحي والذي يعود تاريخ تشييده حسبما أوضحوه الى سنة 1887 حيث لم يشهد هذا الأخير أي عملية ترميم منذ تلك الحقبة، ل يزداد وضعه سوء بمرور الأيام، وهو الأمر الذي يستدعي تدخل السلطات كونه يعد -حسبهم- إرثا تاريخيا وجب المحافظة عليه.
