كشف الإعلامي كمال مهدي، في حوار ل السياسي ، عن تجربته في مجال الصحافة، والتي دامت 18 سنة، كما أبرز أهم ذكرى عاشها في حياته المهنية سواء داخل الملاعب أو عبر قناة البهجة التي يعمل بها، بالإضافة إلى حديثه عن واقع كرة القدم الجزائرية في ظل المشاكل والمهازل التي تعيشها. كيف كانت انطلاقة كمال مهدي مع الصحافة؟ كانت البداية صدفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد، فكمال مهدي خريج كلية بوزريعة تخصص علم النفس التربوي، ففكرة خوض تجربة في الإعلام راودتني عندما توجهت مع زميل في مهنة الصحافة كان يشتغل في جريدة كل الدنيا ، التي تحولت الآن إلى اسم الوسط اليومية ، أين أقدم على إجراء حوار مع رئيس جامعة التكوين المتواصل بدالي ابراهيم، خاصة وأن مشاركتي في الأسئلة جعلتني أطرح فكرة لما لا أكون صحفيا على الزميل الذي رحب بالفكرة، وبعدها توجهت إلى جريدة كل الدنيا اشتغلت فيها كمتربص، أين قدّمت العديد من الحوارات أبرزها الحوار الذي جمعني مع النائب المكلف بالبيداغوجيا بجامعة التكوين المتواصل، وكان ميولي إعلام علمي معرفي. بعد إجراء هذا الحوار طرح علي السيد بوخالفة، فكرة الإنضمام إلى إذاعة جامعة التكوين المتواصل، خاصة وأن صوتي قد أعجبه وشد انتباهه ولم يكن في وسعي سوى الترحيب بالفكرة، وخلال هذه الفترة فتح لي المجال على مصراعيه بعد تجربة في جريدة كل الدنيا التي دامت 4 أشهر، وبعدها تنقلت مباشرة إلى إذاعة التكوين المتواصل، أين تربصت فيها لمدة 03 أشهر. وفي عام 2008، تلقيت عرضا من المرحوم يزيد بعزيز الذي كان رئيسا للتحرير أنذاك في قناة كنال ألجيري ، إذ منحني فرصة العمر، قائلا لي: أرى فيك مقدما تلفزيونيا أكثر من مقدم إذاعي . يعني تصور في أسبوع فقط بعد العرض، انتقلت إلى آداء التجارب التي كانت عبارة عن مداخلة حول كيفية تقديم حصة تلفزيونية، أوقفوني فجأة، تملكني الخوف ومنذ تلك اللحظة لم يتصل بي أحد وراودني الشك في عدم قبولي، إلى أن تلقيت اتصالا بعد أسبوع لكي أحضر نفسي لتقديم حصة للأسبوع القادم. أتذكر أن أول عدد كان حول نظام ألمدي . وفي عام 2013، جاءتني عروض أبرزها إذاعة البهجة التي فتحت لي أبوابها عن طريق السيدة نبيلة عمران رئيسة التحرير بوساطة الزميل وليد بورايب في حصة المستهلك، وبعد ذلك قدمت نشرة ثقافية لمدة قاربت السنة. ولم يكتمل المشوار في إذاعة البهجة ، فقد طرت مباشرة إلى قناة كيباسي لتقديم حصة الزاوية التسعين رفقة سفيان داني، خاصة وأن الحصة كانت ناجحة بشهادة الجميع، لكن فجأة توقفت لأسباب مالية وخلافات بين المنتج والقناة، إلا أن ذلك لم يمنع الحصة من إتمام مشوارها في قناة الشروق ، غير أنها لم تعمر طويلا، وذلك لأسباب تبقى مجهولة إلى حد الساعة. وبعدها إنتقلت إلى قناة البلاد ، وحاليا أنا مشرف على حصة تلفزيونية أحكي بالون. لماذا اخترت الصحافة الرياضية؟ أنا محظوظ لأنني مارست كل أنواع الصحافة على غرار الجوارية والثقافية والاقتصادية. إخترت الإعلام الرياضي لعدة أسباب، كوني كنت لاعب كرة قدم، كما أنني أبن حي شعبي وأعشق كثيرا هذه الرياضة، ضف إلى ذلك أن متابع للرياضة الوطنية والمحلية، حيث هناك الكثير من نصحوني بتوجه للصحافة الرياضية، خاصة لما كنت في إذاعة البهجة التي صنعت لي إسماً في هذا المجال وفتحت لي الأبواب. كيف تقيّم الإعلام الرياضي في الجزائر؟ نلاحظ أن القنوات الخاصة فتحت الأبواب للعديد من الإعلاميين، خاصة الشباب، الذين كان يجدون صعوبات كبيرة في سابق من أجل إظهار كفاءتهم في قطاع الصحافة، خاصة عندما نتحدث عن مجال السمعي البصري. وأرى أن هذا شيء إيجابي بالنسبة لي، بالرغم من وجود نقائص كثيرة، لأن الإعلام الرياضي أصبح لا يعالج المواضيع التقنية والموضوعية، وأضحى يتابع ما يثير إهتمام المشاهد، لأن هذا الأخير أصبح لا يهتم بالحصص أو الملفات التي تتحدث عن الاحتراف في هذا المجال كالطب الرياضي أو تكوين اللاعبين على سبيل المثال. وأرى أن الإعلام بات مطالب بأن يساير وتيرة الأحداث والآنية، لأن الاحتراف منذ تأسيسية أفرز لنا إلى الأمور السلبية والأزمات التي تعيشها أندية كرة القدم، وهذا ما يدفع الصحافي للحديث إلى على هذه المشاكل عوض التطرق لمواضيع أكثر أهمية. ما عدا كرة القدم، الإعلام المحلي لا يعطي أهمية كبيرة للرياضات الأخرى.. ما تعليقك؟ أعتقد أننا مقصرين في حق الرياضات الأخرى عكس كرة القدم، وذلك لعدة أسباب من بينها نقص في نسبة المشاهدين أو القراء وحتى المستمعين، ولو أن الصحافة العمومية بشتى أنواعها مازالت تعطي أهمية لكل الرياضات. أما الإعلام الخاص، فهو يركز على كرة القدم عكس الرياضات الأخرى التي تعرف نسبة ضعيفة للمتتبعين كما سبق لي ذكره، لكنني ألوم في نفس الوقت الاتحاديات الرياضية الأخرى، خاصة المكلفين بالإعلام على مستوى هذه الهيئات، لأنهم لا يربطون اتصالات بالصحافة ولا يقومون بعمل إضافي أو مجهودات لإستقطاب الإعلام، لأن من خلال هذا العملية يمكن لاتحادية ما استقطاب متتبعين. كما أنني لا ننسى أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وليس في الجزائر فقط. كيف ترى مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل ظهور قنوات إعلامية كثيرة؟ أرى أن الصحافة المكتوبة ما بين الورق و القارئ العلاقة حميمية، بما أننا لا يمكننا أن نستغني عن الصحافة الورقية، بالرغم من أننا في عصر الرقمنة والتكنولوجيا الجد متطورة، خاصة عندما تكلم عن الهاتف المحمول الذي أصبح أسرع وسيلة إعلامية في الوقت الحالي، لكن يبقى للحصافة المكتوبة خصوصية لا يمكن للإعلام الإلكتروني مجارتها بالرغم من اختلاف في الإمكانيات لأنها هي الهرم ولب الإعلام بشكل عام. تجربتك في مجال السمعي البصري كانت ناجحة.. هل تطمح للتواجد في أحدى القنوات الرياضية الكبيرة مستقبلاً؟ بالفعل، يبقى حلمي للتواجد في أحدى القنوات العربية العالمية لتقديم الحصص، ولما لا التعليق على المباريات، لكن لا يمكنني في سن ال44 أن أعرض خدماتي أو أطوف بكل القنوات، بمعنى لا سني ولا تجربتي ولا حنكتي وبكل تواضع ولا كفاءتي تسمح لي بعرض خدماتي. وسأكون جد سعيد لو تتاح لي الفرصة للعمل في قناة رياضية كبرى من أجل خوض تجربة جديدة في حياتي المهنية، ولم لا تحسين المستوى المعيشي كرب عائلة. ولا ننسى أن هناك الكثير من الصحفيون الجزائريون الذين خاضوا تجارب ناجحة في القنوات الأجنبية الكبيرة، لكن ما لاحظته من بعض الصحفيون القدامى، وللأسف الشديد أنه لا يوجد إعلامي جزائري خاصة في مجال الرياضة ألف كتاب يفيد به الجيل الحالي من الإعلاميين، بل اكتفوا بالانتقاد ووصف بما يقدمه الشباب بالإعلام الفاشل. ولعلمكم، أنا بصدد تأسيس كتاب يخض مجال الإعلام سيصدر في غضون سنة من الأن. ما هي أبرز تغطية إعلامية عشتها في حياتك المهنية؟ أبرز تغطية عشتها في حياتي المهنية كانت في مونديال 2018 في روسيا، كما أنني أشكر إذاعة البهجة التي أعطت لي هذه الفرصة. لقد إنبهرت بالأجواء الرائعة التي كانت داخل وخارج الملاعب، الشعوب كانت تتكلم بلغة كرة القدم فيما بينها. وهناك تجربة أخرى رائعة عشتها في حياتي الصحافية وهي تغطيتي لكأس إفريقيا 2019 بمصر، حيث أنني محظوظ كوني عشت كصحفي أجواء فرحة تتويج المنتخب الوطني ب الكان بعد 29 سنة من الغياب عن الألقاب الدولية. حدثنا عن أحلى ذكرى في مشوارك المهني.. تتويج بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في سنة 2018 كانت أحسن ذكرى في حياتي المهنية، وكانت تلك الجائزة عربون لمشوار الصحفي الذي دام 18 سنة، كما أنني محظوظ لأني أشتغل مع المديرة المحترمة رتيبة سليماني في إذاعة البهجة ، كوني بصدد الإستفادة منها من الخلال النصائح التي تقدمها لي في كل مرة. وماذا عن أسوء ذكرى؟ وفات أبي قبل ثمانية سنوات كانت أسوء ذكرى لي في حياتي، حيث أنني فقدت شخص كانت مكانته جد خاصة في حياتي، والدي كان مثل قدوتي وساعدني كثيرا من أجل النجاح في حياتي الدراسية والمهنية. يلام على كمال مهدي أنه يتحدث كثيراً عن فريق إتحاد الحراش.. ما هو تعليقك على ذلك؟ من خطأ أن يعلن الإعلام الرياضي ميوله لأي فريق، لأنه لابد أن تحترم خصوصية أي مناصر جزائري، ولا يمكنك أن تجرح مشاعر أي مناصر أو نادي. صحيح أنني محب لفريق محلي، لكن لا يمكنني أبدا أن أبوح به، كما أنه يتطلب مني أن أكون موضوعي في عملي، فأنا مناصر للكرة الجزائرية بالدرجة الأولى أدافع عنها في كل مرة. ما سر تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا 2019؟ السر والجواب بسيط، جمال بلماضي هو من كان وراء تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا 2019. المعادلة كانت سهلة، لأن الناخب الوطني عرف كيف يتعامل مع اللاعبين وتمكن من فرض الإنظباط داخل المجموعة بطريقة ذكية، هذا دون أن ننسى فضل الإتحادية الجزائرية لكرة القدم التي وفرت كل الإمكانيات من أجل العودة بأغلى الألقاب القارية، حيث كانت واقفة على كل صغيرة وكبيرة، وحتى الجماهير الرياضية ساهمت في مساعدة الخضر من أجل تحقيق اللقب خاصة في المباراة النهائية عندما حضرت بقوة لمساندة رفقاء محرز. بلماضي تحدث عن تتويج الخضر بكأس العالم 2022.. ما هي إنطباعتك عن هذا التصريح؟ أن لست لا معارض و لا مؤيد على ما صرح به جمال بلماضي عن إمكانية تتويج المنتخب الوطني بكأس العالم 2022 .لكني أرى أنه شخص طموح و يؤمن بقدراته و إمكانية لاعبي الخضر ، كما أنه أراد توجيه رسالة للاعبين يقول فيها لهم أنكم نجوم كبار وبإمكانكم مقارعة أكبر الفرق العالمية خاصة بعد الفوز على كولومبيا في المباراة الودية الماضية.و لكن أظن أن التتويج بكأس العالم مازال بعيد جدا لعدة عوامل. لأنه لا يمكن لأي فريق عربي أو إفريقي نيل هذا اللقب العالمي في الوقت الحالي. وعلى الخضر العمل بجد من أجل التأهل إلى مونديال قطر. وإن حدث ذلك، ستكون أحسن مشاركة في تاريخ بالنسبة للمنتخب الوطني، حسب رأيي الشخصي. حدثنا عن الإحتراف في الجزائر؟ مشروع الإحتراف في الجزائر كان فاشلا على كل الخطوط، حيث أن الأندية مازالت تعاني من الأزمات المالية الخانقة، حيث أنها لا تملك ملاعب محترمة تلعب فيها ومراكز تكوين للاعبين خاصة بها، كما أن الفرق الجزائرية أصبحت تفشل في مقارعة الكبار بالمنافسات القارية، وأتمنى أن يعاد النظر فيه في مجال الإحتراف لكي نقضي على المشاكل والأزمات التي تتخبط فيها الأندية التي تنشط في الدوري المحترف أول الهاوي. كلمة لمحبي كمال مهدي.. أحيي كل محبي كمال مهدي وأتشرف بمحباتكم لي، وأعدكم بالمواصلة على هذا المستوى في المستقبل، كما أطلب من الإعلاميين الشباب الإجتهاد أكثر وعدم إعطاء أهمية كبيرة للعراقيل التي يوجهها الصحفي في حياته المهنية، كما أشكر جريدة المشوا السياسي على هذا الحوار الشيق.
