إتهامات متبادلة بين الأساتذة والوزارة يعيش قطاع التربية، منذ أشهر عدة، حالة غليان كبيرة أبت أن تهدأ، وهذا بسبب الاحتجاجات المتكررة من قبل أساتذة التعليم الابتدائي، للمطالبة بتسوية أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، ووسط تجاهل وضرب كل مطالبهم من قبل الوزارة الوصية عرض الحائط، غير آبهة ومتحركة لإيجاد حلول، ولو آنية، في ظل القبضة الحديدية بينها وبين المعلمين. وبعد التحذيرات التي أصدرتها وزارة التربية جراء الدعوات المغلوطة للاحتجاج وتشديدها على أهمية عدم الانسياق وراءها، قرر أساتذة الابتدائي تصعيد لهجتهم ومواجهة الوصاية، وذلك من خلال تأكيد مقاطعتهم لاختبارات الفصل الثاني، ومواصلة الإضراب كل يوم اثنين، مع تنظيم مسيرة وطنية ثانية. أعلنت تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي، في بيان لها، مقاطعة اختبارات الفصل الثاني، والتي ستكون سارية المفعول بداية من تاريخ نشر البيان، واستمرارها إلى غاية فتح باب الحوار مع الوزارة الوصية، والخروج بحلول جادة مدونة في وثيقة أو محضر رسمي. كما تمسكت التنسيقية، بخيار الإضراب المتجدد كل يوم إثنين، مع تنظيم مسيرة وطنية ثانية، يوم الإثنين 2 مارس 2020، التي سيحدد مكانها وتوقيتها لاحقا، مع إبقاء خيار الدخول في الإضراب المفتوح تحت المشاورة والدراسة. وفي هذا السياق، حملت التنسيقية الجهات الوصية المسؤولية الكاملة، وذلك نتيجة تعنتها وإصرارها على رفض فتح باب الحوار، على حد تعبيرها، حيث أوضح عضو التنسيقية بالعاصمة، موسى سليماني، في اتصال هاتفي مع البلاد نت ، أن وزارة التربية أغلقت كل أبواب الحوار مع الأساتذة كما أنها باتت ترفض استقبالهم. وأكد موسى سليماني، أن الأساتذة عازمون على مواصلة الإضراب، ومقاطعة الاختبارات إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المرفوعة منذ أكثر من 5 أشهر. وفي ظل هذا الصراع بين وزارة التربية والمعلمين الذي لم يعرف طريقا للتسوية منذ شهر أكتوبر الماضي، وفي ظل رفض المعلمين من احتواء إضرابهم تحت أي غطاء نقابي، عدا ما يعرف بالتنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي، يبقى مصير التلميذ مجهول ويكتنفه غموض شديد خاصة بعد تهديدات المعلمين بمقاطعة امتحانات الفصل الثاني.