يعيش أولياء الأطفال المرضى بالسرطان بالوادي معاناة رهيبة، في ظل انعدام التكفل والأدوية الخاصة بهم، ما فرض عليهم واقعا مزريا بتنقلهم نحو مناطق أخرى بحثا عن الأدوية والعلاج لفلذات أكبادهم. يواجه مرضى السرطان بولاية الوادي معاناة حقيقية، وذلك بسبب الندرة الحادة التي تضرب الأدوية الخاصة بهم، بحيث يصارع الكثيرون لأجل الحصول على الأدوية في ظل الندرة الحادة التي تشهدها هذه الأخيرة، لتحول الندرة يوميات أولياء المرضى إلى جحيم محقق، وخصوصا أن بعض الأدوية مستعجلة لا تقبل التأخير أو التأجيل لحاجة الأطفال للعلاج وتناول الأدوية، وهو ما أشار إليه الأولياء، حيث أشاروا إلى ما تواجهه فلذات أكبادهم من خطر جراء تأخر حصولهم على الأدوية في الوقت المناسب، وخصوصا فيما يتعلق بالدواء المفقود، الذي يحمل اسم Mercaptopurine50mg، والذي يضطر الأولياء إلى شراءه وجلبه من دولة تونس وبأسعار خيالية تصل إلى 27 ألف دينار جزائري للعلبة الواحدة، والتي تحتوي على 21 قطعة فقط، ويستهلك الطفل المريض قطعتين كل يوم، حيث يراها الأولياء مكلفة ولا تفي بالغرض المطلوب، وهو الأمر الذي يجبر الأولياء على شراء ثلاثة علب مدة شهر واحد فقط، وهو عينة من عدد من الأدوية المفقودة أو النادرة التي لا يحصل عليها المرضى بسهولة، ويجبر الكثير من الأولياء على التنقل إلى ولايات باتنة وكذا العاصمة للعلاج والبقاء لأشهر وأسابيع متتالية في سبيل علاج أبنائهم، وهو ما أثقل كاهلهم وأضاف لهم معاناة كبيرة وخصوصا أنهم يتحملون مصاريف التنقل، إضافة إلى مصاريف الأشعة والتحاليل وغيرها من الأمور التي ترافق مرض السرطان، ومن جهة اخرى لانعدام مركز مكافحة السرطان بالولاية. وقد ناشد أولياء الأطفال المصابين بالسرطان السلطات المركزية، وعلى رأسهم وزير الصحة، بالتدخل العاجل لفتح مصلحة خاصة بعلاج السرطان الأطفال بالوادي وتوفير الأدوية الضرورية واللازمة للعلاج التي تنعدم في الصيدليات الجزائرية والتكفل في بالتحاليل والأشعة والتكفل الأمثل بالمرضى، ويأمل مرضى السرطان بولاية الوادي بواقع أفضل مع توفير الإمكانيات لهم التي تحد من معاناتهم. وفي انتظار ذلك، يبقى المرضى يصارعون للحصول على الأدوية ويصارعون في التنقل من ولاية إلى أخرى للحصول على العلاج. تسجيل 243 إصابة بداء السرطان خلال 2019 بغرداية ومن جهة اخرى وبغرداية، فقد سجلت 243 حالة لداء السرطان، منها 134 إصابة جديدة من مختلف أنواع هذا المرض والتي تمت معالجتها خلال 2019، حسب إحصائيات مصلحة مرض السرطان بمستشفى الشهيد الدكتور إبراهيم ترشين ، التي تشير إلى تزايد كبير في عدد الحالات المرضية وبعدد متنامي للمرضى الذين خضعوا للتشخيص. وتتوزع تلك الأنواع من الإصابات بداء السرطان لدى فئة الرجال على سرطانات القولون (25 بالمائة) والبروستاتا (15 بالمائة) وسرطان الرأس والرقبة (10 بالمائة) والرئة (7 بالمائة) وغيرها من الأنواع (43 بالمائة)، فيما تنتشر لدى النساء سرطانات الثدي (78 بالمائة)، يليها سرطان القولون (15 بالمائة) وإصابات أخرى (7 بالمائة)، مثلما تمت الإشارة إليه. ويقدر معدل أعمار المصابين بهذا الداء الخطير لدى الرجال ب65 سنة ولدى النساء (55 سنة)، حسب ذات المصدر، الذي أكد أن عدد حالات الإصابة لدى الرجال بلغت 104 حالة (43 بالمائة) ولدى العنصر النسوي 139 حالة (57 بالمائة). وأشارت الأخصائية في الأمراض السرطانية بمستشفى ترشين إبراهيم بغرداية، الدكتورة فايزة تاكليت، أنه بالاعتماد على سجل السرطان الولائي، يلاحظ تزايدا كبيرا في عدد الحالات المرضية وبعدد متنامي للمرضى الذين خضعوا للتشخيص، علما أن عديد المصابين بالولاية يتوجهون نحو مراكز مكافحة السرطان بولايات الوطن لتلقي العلاج، ويفسر ذلك من خلال التحسيس حول أهمية القيام بالكشف المبكر وتكفل أفضل وعلاج داء السرطان عبر وضع مصلحة لأمراض السرطان التي توفر العلاجات الملائمة، ويتعلق الأمر بالجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والفحوصات الخفيفة، كما ذكرت الدكتورة تاكليت. وأكدت ذات الأخصائية بالمناسبة، أنه يتعين على السكان أن يدركوا أنه مع تشخيص الداء في مرحلة مبكرة، فإن هناك فرص للشفاء قد تصل إلى نسبة 100 بالمائة، مضيفة أن الوقاية والتشخيص المبكر هما أكثرالاستراتيجيات الفعالة لمكافحة السرطان. وأضافت أنه يمكن التكفل بشكل أفضل بالمصابين بهذا الداء الخطير من خلال التصريح بالمرض الذي يعد مشكلة كبيرة للصحة العمومية بالجزائر، وأيضا وضع مخطط لمكافحة المرض مع ضمان أعمال استراتيجية من خلال الوقاية والتشخيص ومضاعفة مراكز التكفل بمرض السرطان والعلاج الكيميائي وتحسين مسار التكفل بالمريض بتجنيد كافة مهنيي الصحة.