انطلقت، تجربة نموذجية في غراسة أكثر من 5 آلاف شجيرة مثمرة بالمنطقة الجبلية الواقعة بقرية خنابة التابعة لبلدية بن باديس (45 كلم شرق قسنطينة). وأوضح المستثمر لتجسيد هذا المشروع، عيسى قادري، على هامش يوم تطبيقي ودراسي لضمان تنمية مستدامة ومتوازنة للأقاليم الريفية، بادرت إلى تنظيمه الجمعية المحلية للتنمية الريفية وترقية الاستثمار بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية للولاية، أنه استهل نشاطه بتوسيع غراسة 5800 شجيرة مثمرة بمنطقة خنابة الجبلية والتي تم استصلاحها من طرف فلاحي المنطقة لتصبح محيطا فلاحيا خصبا. وقال في هذا السياق (الفكرة ليست وليدة الصدفة بل نتاج عمل شاق ومتواصل لأكثر من 3 سنوات في استصلاح هذه الأرض البور لتجسيد استثمار واعد ومحاولة نشر ثقافة جديدة بالمناطق الجبلية التي كانت في السابق لا تستغل إلا في الرعي). وأضاف قادري وهو عضو بجمعية التنمية الريفية وترقية الاستثمار لولاية قسنطينة (شرعت في استصلاح هذه الأرض باستعمال معدات ثقيلة لإزالة الحجارة بالاعتماد على دراسات تقنية لمعرفة نوعية التربة ومدى توفر المياه الجوفية)، مشيرا إلى أن الدراسات القبلية قد مكنت من وضع خارطة طريق حول كيفية استصلاح وغراسة هذه المنطقة الجبلية. وأشار ذات الفلاح إلى أنه انطلق بغراسة أكثر من 5 آلاف شجيرة زيتون وحوالي 2000 شجيرة إجاص وبرقوق والتي دخلت مرحلة الإنتاج، وذلك بالتنسيق مع كل من الغرفة الفلاحية بالولاية ومحافظة الغابات. واعتبر ذات الفلاح أن هذا النشاط الفلاحي بهذه المنطقة المعزولة من شأنه تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين وتمكينهم من الاستفادة ضمن مختلف آليات دعم التشغيل. وأضاف أن تكثيف زراعة الأشجار المثمرة بالمناطق الجبلية يتطلب بذل مجهودات جبارة للوقاية من ظاهرة انجراف التربة والمحافظة على الأشجار من العوامل الطبيعية خاصة وأن منطقة خنابة تقع على علويفوق 1000 متر عن سطح البحر. من جهته، أفاد محافظ الغابات لولاية قسنطينة، موسى شنافي، أن مصالحه تتطلع لمرافقة كل فلاحي ما يعرف ب(مناطق الظل) عبر الولاية، وذلك بتخصيص مقررات لاستغلال مناطق غابية لفائدة الفلاحين تتراوح مساحتها ما بين 10 و20 هكتارا للواحد بهدف تكثيف غراسة مختلف الأشجار المثمرة والزيتون التي أصبحت إلى جانب شعبة تربية النحل تشكل مصدر دخل للعائلات بهذه المناطق. وأكد ذات المسؤول، الذي أبدى استعداده التام لمرافقة الفلاحين المستغلين لهذه المناطق الغابية خاصة بعد أن تم فتح العديد من المسالك الغابية الجديدة بها والتي من شأنها -حسبه- أن تضفي حركية تجارية على المنطقة في انتظار إعداد مخططات من طرف المصالح المعنية لتوصيل الكهرباء الريفية بهدف دعم قدرات السقي الفلاحي بهذه المناطق. بدوره، صرح رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة، محمود بلبجاوي، أن مرافقة فلاحي الولاية تندرج في إطار أهداف الغرفة لترقية الفلاحة الجبلية وتثبيت السكان بهذه المناطق بعد أن هاجروها خلال العشرية السوداء، مبرزا أن هذه الخطوة ترمي لتطوير الفلاحة الجبلية بإدراج تكوينات نوعية في مختلف الشعب الفلاحية من أجل ضمان الأمن الغذائي الوطني ومرافقة الفلاحين في بلوغ أهدافهم الاستثمارية. وبخصوص تثمين الزراعة بالمناطق الجبلية، دعا رئيس الجمعية المحلية للتنمية الريفية وترقية الاستثمار، باديس فيلالي، الفلاحين والمربين إلى تنظيم أنفسهم في شكل تعاونيات وجمعيات فاعلة في الميدان لاستحداث مستثمرات فلاحية جديدة في هذا المجال.